الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التربح عن طريق إيهام الشركة بكثرة عملائها

السؤال

هناك بطاقة إلكترونية أملكها، والشركة المنتجة للبطاقة تدفع لي، وكما تدفع للذي يسجل من خلال الرابط الخاص بي شرط أن يقوم ذلك المسجل بشحن بطاقته بمبلغ معين من المال، فأنا الآن أريد أن أفتح حسابا لوالدتي، ثم أشحنه بالنقود لكي نربح أنا وهي، علما بأني أنا الذي سأقوم بفتح حساب لوالدتي وليست هي (وربما هي ليست مهتمة بالفكرة)، ولكن بعد أن أطلب موافقتها، علما بأني أنا ووالدتي نعيش معا، ولا فرق بين مالها ومالي. وكما أن أصدقائي يريدون التسجيل بالموقع إعجابا به، وليس طلبا مني، فهل يجوز أن أشحن حسابهم بالمال لكي نحصل أنا وهم على ذلك المبلغ المدفوع من قبل الشركة؛ لأنه سجل من خلال رابطي، ثم بعد ذلك يرجع لي مبلغي الذي حولته له, علما أني سأخسر مبلغا يسيرا من هذا التحويل، ولكن لن أطلبه من صديقي، فهل هذه الطريقة حلال؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالسؤال فيه بعض الغموض، والذي اتضح لنا منه هو: أن الشركة تعطي لمن يفتح حسابا لديها بطاقة إلكترونية، ولكي يربح الجوائز لا بد أن يودع في حسابه مالا يشحن به تلك البطاقة، وإذا سجل شخص ما عن طريقه وشحن حسابه، فإنه يعطى عمولة على ذلك أيضًا، وإذا كان الحال كذلك، فالذي يظهر -والعلم عند الله تعالى-: أن هذا الفعل لا يجوز؛ لأنه يتضمن غشًّا للشركة حيث إنك توهمها كثرة زبائنها وعملائها، وليس ثم سواك. فأنت من تودع المال وتسحبه بعد تمام المعاملة مباشرة، فلا يتحقق غرض الشركة. كما أن المال الذي تودعه يعتبر بمثابة القرض للشركة، وهذا يقتضي عدم جواز انتفاعك بعمولة الشركة.

وقد أجبنا سؤالك في حدود ما اتضح لنا منه، فإن كان ما بيناه هو المقصود فبها ونعمت، وإلا فوضح لنا حقيقة المعاملة، وحسن السؤال نصف الجواب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني