السؤال
فضيلة المشايخ،
أما بعد فيقول الله سبحانه وتعالى: (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ ولكن ينزل بقدر مَّا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) فهل هذه الآية عامة على كل الناس؟ أم قد يستثني الله بعضا من عباده لمن يريد بسط الرزق تسهيلا للوصول لعليين؟ فقد أثرت منغصات العيش حتى على ديني وجودة صلاتي، وما فرض الله علي، وإني لاحظت في نفسي ـ والله أعلم ـ أني كلما تنعمت حسن ديني واجتهدت في الطاعات، فهل من الممكن إن علم الله أن بسط الرزق لي خير لي في ديني بعد أن أكون قد أتممت ما علي من بلاء أن يبسطه لي ويعافيني من منغصات العيش، وقد سئل الشافعي ـ رحمه الله ـ و الرواية بالمعنى هل الممكن الشاكر خير أم المبتلى الصابر؟ فقال: لا يمكن حتى يبتلى، وإلا فما الحل؟ أأبقى أتخبط بالمعاصي وأقصر في الطاعات كلما اشتد علي البلاء وأرهقتني الكآبة وحالي صعب؟ ولا تظنوا بي سوءا فإني وإن عصيت أو قصرت لا أبلغ الفسق، ولا أنا ممن يعبد الله على حرف، لكن تعبت وأتشوف إلى منزلة رفيعة في الآخرة، وهذه الذنوب لا تنبغي لأهل عليين، مع الاعتراف أني لست من الزاهدين، لكن الله يقول: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ).