السؤال
قرأت في موضوع سابق أن حديث: البر لا يبلى والذنب لا ينسى... إلى: كما تدين تدان، حديث ضعيف ولكن معناه صحيح ويجوز التذكير به، أريد أن أسأل كيف معناه صحيح وهو يتعارض مع الآية الكريمة "لا تزر وازرة وزر أخرى".
قرأت في موضوع سابق أن حديث: البر لا يبلى والذنب لا ينسى... إلى: كما تدين تدان، حديث ضعيف ولكن معناه صحيح ويجوز التذكير به، أريد أن أسأل كيف معناه صحيح وهو يتعارض مع الآية الكريمة "لا تزر وازرة وزر أخرى".
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن حديث: (كما تدين تدان) قد ذكره العجلوني في كشف الخفاء، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع، ومعناه: كما تُجازي تُجازى بفعلك وبحسب ما عملت، فإن الجزاء من جنس العمل، قال المناوي في فيض القدير: (كما تدين تدان) أي كما تفعل تجازى بفعلك، وكما تفعل يفعل معك، سمى الفعل المبتدأ جزاء والجزاء هو الفعل الواقع بعده ثوابا كان أو عقابا للمشاكلة؛ كما في {وجزاء سيئة سيئة مثلها} مع أن الجزاء المماثل مأذون فيه شرعا فيكون حسنا لا سيئا. قال الميداني في ذلك: ويجوز إجراؤه على ظاهره أي كما تجازي أنت الناس على صنيعهم تجازى أنت على صنيعك. انتهى.
فهذا المعنى صحيح، وإنما المشكل منه إذا كانت عقوبة العاصي سيجازى بها أحد من أهله وأقربائه، وقد بينا أن هذا ليس على إطلاقه كما هو موضح في الفتوى رقم: 164967، والفتوى رقم: 170301.
وتتميما للفائدة فقد قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في السلسلة الضعيفة عند حديث: ما زنى عبد قط فأدمن على الزنا إلا ابتلي في أهل بيته.
موضوع، رواه ابن عدي ( 15 / 2 ) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" ( 1 / 278 ) عن إسحاق بن نجيح عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا، وقال ابن عدي: "وإسحاق بن نجيح بين الأمر في الضعفاء، وهو ممن يضع الحديث".
وأورده السيوطي في "ذيل الأحاديث الموضوعة" ( ص 149 رقم 728 ) وقال: "إنه من أباطيل إسحاق بن نجيح"، ومما يؤيد بطلان هذا الحديث أنه يؤكد وقوع الزنى في أهل الزاني، وهذا باطل يتنافى مع الأصل المقرر في القرآن (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى)، نعم إن كان الرجل يجهر بالزنا ويفعله في بيته فربما سرى ذلك إلى أهله والعياذ بالله تعالى، ولكن ليس ذلك بحتم كما أفاده هذا الحديث، فهو باطل، ومثله: "من زنى زني به ولو بحيطان داره". انتهى.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني