السؤال
أجيبوني حتى أرتاح، أتمنى أن يصل سؤالي إليكم كاملا: جاءني الوسواس بأنني مرتدة فبدأت أقرأ عن الأفعال والأقوال التي إذا فعلها أحد يعتبر مرتدا فتذكرت قبل بلوغي عندما كنت في الصف الثالث أو الرابع الابتدائي أنني قلت في نفسي ـ والعياذ بالله ـ إنه قد تكون فعلا الملائكة بنات الله ـ تعالى الله عن ذلك ـ ومرة قمت بفعل حركة الصليب ولا أدري وقتها هل ظهرت علي علامة الإنبات حتى أعتبر بالغة أم لا، وبعدما بلغت قلت أنا كافرة، ولكنني لم أقصد بها الردة، لأنني كنت أتشاجر مع أختي وأريد أن أنهي النقاش وكنت أصلي وأصوم وكنت غالبا أنطق بالشهادتين قبل أن أنام، وكنت أمارس حياتي كسائر المسلمين، ولم أكن أعلم أن هذه الأمور تعتبر ردة إلا مؤخرا، وبعد أن علمت تشهدت واغتسلت، ولكنني أصبحت موسوسة، فدائما أنطق الشهادتين وأغتسل، فهل أنا فعلا مرتدة؟ أم إن نطقي للشهادتين وصلاتي كانت كافية في أنني بقيت على إسلامي؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله سبحانه أن يعافيك من الوساوس، وننصحك بالإعراض عنها، وعدم الاسترسال معها، فهذا من أهم الوسائل المعينة للتغلب على الوساوس بعد الاستعانة بالله عز وجل، وانظري لمزيد الفائدة الفتويين رقم: 3086، ورقم: 51601.
ثم إن ما حصل منك قبل البلوغ لا عبرة به عند كثير من أهل العلم، لأن الصبيان لا مؤاخذة عليهم، كما في حديث السنن: رفع القلم عن ثلاث... وعد منها: الصبي حتى يحتلم.
ولا يحصل كذلك الكفر بمجرد تحريك الصليب، لأن ذلك لا يعتبر عبادة له .
وأما قولك عن نفسك: أنا كافرة ـ فيكفره ما قمت به من الشهادتين والصلوات.
وأما الاغتسال والنطق بالشهادتين بنية الدخول في الإسلام بعد ذلك: فهو من مظاهر الوسوسة التي أصبت بها، فعليك بمجاهدة نفسك للتخلص من هذه الوساوس، وامضي في طريق الطاعة والاستقامة، فإنك مهما تقربت إلى الله تعالى قرَّبك الله تعالى حتى تذوقي من حلاوة الإيمان وبرد اليقين ما هو السعادة الحقة واللذة التي لا تعدلها لذة في هذه الدنيا. وإذا أتتك تلك الوساوس فتعوذي بالله من الشيطان الرجيم وقولي آمنت بالله ورسله، وحاولي أن تصرفي فكرتك لما ينفعك في أمر دينك ودنياك، ولا تبالي بكلام الشيطان وثقي أن من دخل في الإيمان بيقين لا يخرج منه إلا بيقين.
والله أعلم.