السؤال
زوجي يعمل في أحد البنوك التجارية غير الإسلامية (الربوية) ولديه خبرة ما تقارب 22 عاما فيها، ومؤخرا عرض عليه العمل في إحدى الشركات التجارية وهي بعيدة كل البعد عن البنوك وليست لها أية صلة، ما رأي الشرع؟ هل أشجعه على الالتحاق بهذه الشركة أم أؤيد فكرة بقائه في البنك؟ مع العلم أن العمل الجديد يحتاج للسفر إلى مدينة أخرى بشكل يومي.
أرجو الرد، ولكم جزيل الشكر والتقدير.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا بد أن تعلمي أولا أنه لا يجوز لزوجك العمل في البنك الربوي؛ سواء أكانت لديه خبرة في عمله ذلك أم ليست له؛ لأن حرمة الربا لا تقتصر على المتعامل به فقط، وإنما تتعداه إلى من أعان عليه بوجه من الوجوه، كما هو الشأن في كل عمل فيه إعانة على محرم، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم: لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه... وقال: هم سواء. رواه مسلم.
وبالتالي، فعلى زوجك أن يكف عن العمل المحرم، ويتوب إلى الله تعالى منه، وإذا كان العمل الثاني المعروض عليه عملا مباحا فليقبله ولينتقل إليه، وعليك نصحه بذلك وإعانته عليه، ولك أسوة حسنة في تلك المرأة المؤمنة التي قالت لزوجها "اتق الله فينا فإنا نصبر على حر الجوع ولا نصبر على حر جهنم".
ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله، فإن الله لا يدرك ما عنده إلا بطاعته. رواه ابن مردويه، وحسنه الألباني.
والله أعلم.