الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التقصير والإساءة لا يسقط وجوب الإحسان للوالدين ولو كانا كافرين

السؤال

أخت دخلت الإسلام تسأل: كيف يجب أن تتعامل مع والديها غير المسلمين، الذين لم يتعاملا معها كما يتعامل الأهل مع أولادهم؟
كل ما كان يهمهما هو حياتهما الشخصية، والترقي في عملهما، حتى أنهما لم يكونا يصرفان النقود عليها، فكان عليها العمل منذ الطفولة، والاهتمام بنفسها في كل شيء من أكل وشرب ولبس... وكانت تعيش معهم تحت سقف واحد لكنها كانت مثل اليتيمة.
الآن هي تعيش في بلد ثان بعيد عن أهلها.
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإننا نهنئ تلك الأخت بإسلامها، ونسأل الله -عز وجل- أن يوفقها إلى كل خير، ويثبتها على الحق حتى الممات، ووصيتنا لها أن تعمل على كل ما يمكن أن يعينها على الثبات على الحق، ويمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 10800، والفتوى رقم: 15219.

وإن كان أبواها قد قصّرا في حقها بعدم العناية بها والإنفاق عليها في صغرها فلا شك في إساءتهما في ذلك، ولكن هذا لا يسقط عنها برهما والإحسان إليهما، فهي مأمورة بذلك ولو كانا كافرين، كما هو موضح في الفتوى رقم: 135885. فلتحتسب أجرها عند الله تعالى، وعسى أن يكون ذلك سببًا في ترغيبهما في الإسلام، وهدايتهما بسبب برها؛ لأن ذلك يظهر لهما محاسن الإسلام، وإذا كانت سببا في هدايتهما فقد فازت بخيري الدنيا والآخرة. وبالإضافة إلى المعاملة الحسنة؛ فإن عليها أن تسعى في دعوتهما إلى الحق ولو من طريق غيرها، وتراجع الفتوى رقم: 13288، والفتوى رقم: 36739.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني