السؤال
قصتي هي: قمت بخطبة ابنة جارنا، وأتحدث معها عبر الفيسبوك، ولا يخلو الحديث من عبارات الحب والرومانسية، وأنا لا أذهب لرؤيتها، ولا أجلس معها إلا إذا رأيتها في الخارج، فأتحدث معها قليلا، ولا ألمس منها شيئا، وأحتفظ بصورة لها عندي وهي متحجبة، والأمر الذي أقلقني هو أني كنت مبتلى بالأفكار الجنسية، وكلما تحدثت معها بالفيسبوك أقوم بالاستمناء، وأتخيل نفسي أجامعها، وكلما رأيت صورتها أيضا أقوم بالاستمناء، ولا تقف الأفكار عليها؛ بل تذهب بي إلى تخيل أني أجامع أختها أو أمها أو فتاة أخرى، ولكنها مجرد أفكار عابرة يستحيل أن يتحقق منها شيء. والآن توقفت عن هذه الأفكار السيئة، وتبت من العادة السرية -والحمد لله- منذ شهرين تقريبا.
والآن أريد أن أعقد عليها عقدا شرعيا، وأخاف أن تكون قد حرمت عليّ.
سؤالي هو: هل بعد كل ما حدث من أفكار واستمناء يجوز أن أعقد عليها وأتزوجها؟ وهل تعدي التخيل الجنسي مع أختها أو أمها زنا، وبالتالي؛ تحرم علي عند الحنفية، وبعض أهل العلم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكل ما ذكرته لا أثر له؛ فلا تحرم عليك بسببه هذه الفتاة، فلا حرج عليك في العقد عليها، وإذا تم العقد أصبحت زوجة لك يحل لك منها ما يحل للزوج من زوجته، ولكن إن كان عندكم عرف بتأخير الدخول فينبغي أن تراعيه، وانظر الفتوى رقم: 61470.
ولا يعتبر تخيل وطء أمها أو أختها زنا بالمعني الحقيقي للزنا، ولا تعلق لهذا بما ذكره الحنفية من أن اللمس والتقبيل ونحوه ينشر حرمة المصاهرة. فلا تلتفت لأي وساوس تفيد تحريم هذه الفتاة عليك.
وقبل عقدك عليها تظل أجنبية عنك، فلا يجوز لك محادثتها إلا لحاجة، ووفقا للضوابط الشرعية. ويحرم عليك أن تتبادل معها عبارات الغزل والحب ونحو ذلك مما لا يجوز إلا للزوج مع زوجته، وراجع الفتوى رقم: 1151 .
ولا يحل لك شرعًا أن تُبقِي عندك صورتها، فكل هذا من دواعي الفتنة، وهي من الأسباب الأساسية في توارد تلك الأفكار، وبالتالي؛ الوقوع في الفتنة والفساد، والشريعة جاءت بسد الذرائع ومنع أسباب الفتنة، وانظر الفتوى رقم: 58914.
والله أعلم.