السؤال
أنا شخص أترجم المسلسلات، والأفلام الأجنبية بقصد المتعة، ويعلم الله أنني لست أقصد بذلك أن أفسد، أو أسعى لشيء فيه ضرر على شباب وبنات المسلمين، فهل أدخل في وعيد الله: "إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق"؟ وإذا كنت منهم، فماذا أفعل الآن، والموقع يحتفظ بالترجمات، ولا يتم مسحها، ولي ترجمات منذ سنين؟ ولو مت الآن فهل سألقى عذاب جهنم والحريق؟ وما توجيهاتكم، ونصيحتكم؟ جزاكم الله كل خير على ما تقدمونه، وبارك بكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالأفلام، والمسلسلات الأجنبية متضمنة لمنكرات كثيرة في العادة، وانظر الفتوى رقم: 190043.
والتراجم إذا تضمنت شيئًا من هذه المنكرات ـ مثل: ألفاظ الكفر، والعلاقات المحرمة... ونحو ذلك ـ كانت محرمة، والواجب التوبة منها، وقد ذكرنا في الفتوى رقم: 50160، أن من تاب من المنكر يجب عليه السعي في إزالة جميع آثاره، فإذا نشر فسادًا فيجب عليه أن يمحوه، وأن يقنع الناس بخلافه، وأن يدعو الناس للخير ليكفر ما نشره من الشر، والفساد.
فعليك أن تسعى في الاتصال بمسؤولي هذه المواقع التي نشرت فيها التراجم من خلالها، وأن تحرص على إقناعهم بمحو ما كتبت، فإن لم يقبلوا، ولم تمكنك وسيلة أخرى، فما عليك إلا أن تخلص، وتصدق في التوبة، فقد نص أهل العلم على أن من تاب من ذنب، وبقي أثره تقبل توبته، ومثلوا لذلك بمن نشر بدعة، ثم تاب منها، وراجع الفتوى رقم: 205993.
وأما الآية الكريمة: فليس معناها ما ذكرت، وإنما الفتنة هنا بمعنى الحرق، قال ابن الجوزي في زاد المسير: قوله عزّ وجلّ: إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ أي: أحرقوهم، وعذّبوهم.
وقال ابن كثير: وقوله: إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ـ أي: حرقوا، قاله ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والضحاك، وابن أبزى. انتهى.
ولا يعني هذا أنك سالم من الإثم، فقد قدمنا لك تحريم الدعوة إلى منكر، ووجوب التوبة منه، وصفة التوبة.
وأما إذا لم تتضمن الترجمة شيئًا محرمًا ـ ولا نظن ذلك ـ فالأولى الانشغال بغير ذلك، وراجع الفتوى رقم: 71699.
والمؤمن يضن بوقته أن يضيع في مثل هذا، بل يغتنم عمره فيما يقربه من ربه.
والله أعلم.