الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يعاقب الأبناء بسبب ظلم أبيهم؟

السؤال

جزاكم الله خيراً، أسأل الله أن ينفع بكم المسلمين.
أود أن أسأل عن (الظلم).
هل يمكن أن يكون الأب ظلم أحدا ثم يجني أبناؤه عاقبة ظلمه؟ أو يجنون دعوة هذا المظلوم الذى ظلمه أبوهم؟ وإن كانت الإجابة نعم. فكيف يستطيع هؤلاء الأبناء أن يتخلصوا من ظلم أبيهم، علما أنهم لا يعرفون الشخص الذي قد يكون وقع عليه الظلم من أبيهم.
وهل يمكن أن تسوء حياتهم بسبب ظلم أبيهم لشخص ما أو أكثر من شخص؟
علماً أن الأب توفي، ولا سبيل لهم لمعرفة المظلوم هم فقط يظنون.
أعلم أن ديننا فيه ما يصلح العباد في كل زمان ومكان، وفيه حل لمشكلاتهم!
أفيدوني، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا نعلم دليلا صحيحا يفيد عقوبة الولد بسبب معصية أو ظلم والده، بل ظاهر الأدلة على خلاف ذلك، كقول الله عز وجل: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام:164}، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ألا لا يجني جان إلا على نفسه، لا يجني والد على ولده، ولا مولود على والده. رواه ابن ماجه، لكن أحيانا يكون ظلم وفساد الآباء سببا للبلاء في أولادهم، إلا أن ذلك لا يكون بالضرورة عقوبة في حقهم، وإنما قد يكون مجرد اختبار لهم، وانظري لمزيد الفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 76336، 260593، 169955، 65783، وإحالاتها.
وإن كان الأولاد لا يتيقنون أن أباهم قد ظلم أحدا، فلا يلزمهم شيء بمجرد الظن، وانظري الفتوى رقم: 240760.
أما إن تيقنوا أن أباهم قد ظلم أحدا، ولكنهم لا يستطيعون معرفته تحديدا، فإن كانت المظلمة مالية فعليهم أن يخرجوا من تركته مقدار المظلمة، فيتصدقوا به عمن ظلمه، وانظري الفتويين التالية أرقامهما: 21998، 116777.

وإن كانت المظلمة غير مالية فلا يلزمهم شيء. وعموما فينبغي أن يدعوا لأبيهم بالعفو والمغفرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني