السؤال
أعمل في شركة تقوم بتحويل الكتب والمخطوطات العربية القديمة إلى صورة رقمية ـ نصوص مكتوبة على الحاسب ـ ثم إرسالها إلى مكتبات غربية، ومن ضمن الكتب كتاب: شفاء العليل ترجمة قول الجميل، وكتاب: سواطع الإلهام، وكتاب: الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر ـ لعبد الوهاب أحمد بن علي الشعراني، فماذا عن مناهج هذه الكتب؟ وهل يجوز نشرها إذا وُجِد بها بعض المخالفات العقدية لمنهج أهل السنة؟.
أرجو سرعة الإجابة إن أمكن جزاكم الله خيرا ووفقكم لكل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمشاركة في نشر الكتب حكمها حكم محتواها، فقد يؤجر المرء عليها، وقد يؤزر! وإنما يحسن ذلك فيما كان منها صحيح المضمون، خاليا من المحاذير الشرعية، كالبدع والخرافات والانحرافات العقدية، والكتب التي ذكرها السائل فيها شيء من هذا الجانب، فهي من كتب التصوف على الطريقة النقشبندية! فأما الكتاب الأول: فلم نره، ولكن متنه: القول الجميل في بيان سواء السبيل ـ تحدث فيه مؤلفه الولي الدهلوي عن آداب الشيخ والمريد، وعن البيعة، وتاريخ نظام التصوف والسلوك.
وأما كتاب: سواطع الإلهام ـ فقد اطلعنا على ورقات من مخطوطة تبدأ من سورة الضحى، وهو من كتب التفسير التي عمد مؤلفها ـ أبو الفيض الهندي المعروف بفيضي ـ إلى تأليفه من كلمات تخلو حروفها من النقط!! قال صديق حسن خان في أبجد العلوم: وقفت عليه، وذكره في كشف الظنون، وكان فيضي على طريقة الحكماء، وكذا إخوانه أبو الفضل وغيره، وكانوا معروفين بانحلال العقائد وسوء التدني والإلحاد والزندقة، نعوذ بالله منها.. اهـ.
وأما الكتاب الثالث: فهو قائم على فكر شيخ الضلالة ابن عربي صاحب فصوص الحكم والفتوحات المكية، وراجع في حقيقة ابن عربي الفتوى رقم: 32148. وفي حكم النظر في كتبه الفتوى رقم: 80273.
فإن كان بمقدور الأخ السائل أن يقتصر في عمله على الكتب التي يجوز نشرها، فلا حرج عليه في البقاء في عمله، وراجع في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 268078، 198433، 96858.
والله أعلم.