السؤال
ما حكم من جعل سنة الفجر بعد صلاة الفجر في أغلب الأيام؟
حيث إنني في وقت صلاة الفجر عند قيامي من النوم للصلاة تأتيني غازات في غالب الوقت، فأخشى خروج الوقت وأبدأ بصلاة الفجر أولاً، ثم أصلي السنة إن بقي وقت قبل الشروق أو أصليها بعد الشروق، فخشيت أن أبتدع شيئا من غير قصد؛ حيث إن سنة الفجر قبل الصلاة، ولكني أخشى فوات الفرض فأقدم الفرض أولا، وهذا يحدث في أغلب الأيام إن لم يكن كلها تقريبا؟.
أفتوني في أمري جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا نخشى أن تكوني مصابة بشيء من الوسوسة، وإن كان الأمر كذلك فأعرضي عن الوساوس ولا تعيريها اهتماما، وانظري الفتوى رقم: 51601.
وإن كان ما ذكرته حقيقة وليس وسوسة فاعلمي أن الأصل أن تكون سنة الفجر قبل صلاة الفريضة ـ كما هو معلوم ـ ولا ينبغي للمسلم أن يتهاون بها حتى يفوت وقتها المقرر لها شرعاً من غير عذر، إذ ليس فعل العبادة في وقتها ـ ولو لم تكن فرضا ـ مثل الإتيان بها قضاء.
ولكن الشخص إذا علم أن الوقت لا يتسع لفعل النافلة والفريضة معا فالواجب تقديم الفريضة؛ لقول الله تعالى: إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا {النساء:103}، وقوله تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {مريم:59}، قال ابن مسعود وإبراهيم: أضاعوا الصلاة ـ أخروها عن وقتها، وقال سعيد بن المسيب: هو أن لا يصلي الظهر حتى يأتي العصر، ولا العصر حتى تغرب الشمس.
فبان من هذا أن من أخر سنة الفجر ـ ولو تكرر ذلك منه ـ من غير قصد تأخيرها أصلا لا يعتبر مبتدعا في الدين.
والله أعلم.