السؤال
هل الأعمال الدنيوية -مثل: الطبيب، المهندس، رجل أعمال- إذا كانت من أجل الآباء والناس تعد من الرياء؟
هل الأعمال الدنيوية -مثل: الطبيب، المهندس، رجل أعمال- إذا كانت من أجل الآباء والناس تعد من الرياء؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالرياء هو أن يفعل المرء شيئًا من العبادات التي أمر الله بفعلها له لغيره؛ قال سهل قال لقمان لابنه: الرياء: أن تطلب ثواب عملك في دار الدنيا، وإنما عمل القوم للآخرة.
وأما الأعمال الدنيوية العادية -كالهندسة، والطب-: فلا مدخل للرياء فيها؛ فلو عمل الإنسان بعض الأعمال الدنيوية ليمدحه الناس فليس في ذلك رياء؛ قال الشاطبي في الموافقات: وقد اتفقوا على أن العادات لا تفتقر إلى نية، وهذا كافٍ في كون القصد إلى الحظ لا يقدح في الأعمال التي يتسبب عنها ذلك الحظ. انتهى.
وفي المعتصر شرح كتاب التوحيد للشيخ/ علي بن خضير الخضير: المسألة السابعة: الرياء خاص في الأعمال الصالحة. ولذا لو عمل الأعمال الدنيوية ليمدحه الناس فهذا ليس من الرياء، مثال ذلك: لو حسن بيته أو مركبه ليمدحه الناس، ويدل على ذلك ما رواه الإمام أحمد من حديث شداد بن أوس أنه قال: «من صلى يرائي فقد أشرك، ومن صام يرائي فقد أشرك، ومن تصدق ...» فذكر الأعمال الصالحة فقط. انتهى.
وراجع فتوانا رقم: 174409 بعنوان: الرياء في العبادات التي شرعت لتعظيم الله تعالى وتحصيل رضاه وفيما وضع لمنافع الدنيا. والفتوى رقم: 168889 بعنوان: هل يؤثر على صحة العبادة إرادة بعض المصالح والمنافع.
ومن ذلك تبين لك أن عمل الشخص طبيبًا أو مهندسًا أو رجل أعمال من أجل الآباء أو أن يمدحه الناس ليس شيء منه من الرياء.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني