السؤال
حياكم الله، وبارك فيكم، وجزاكم عن الأمة خيرا.
مزارع عنده حمام جعل حمامة في قفص دون أكل أو شرب وهو يعلم، ورجع لها فوجدها قد ماتت، ويغلب على ظنه أنها ماتت بسبب الجوع والعطش. فهل يأثم مع أنه لم يقصد تعذيبها ولا موتها؟
حياكم الله، وبارك فيكم، وجزاكم عن الأمة خيرا.
مزارع عنده حمام جعل حمامة في قفص دون أكل أو شرب وهو يعلم، ورجع لها فوجدها قد ماتت، ويغلب على ظنه أنها ماتت بسبب الجوع والعطش. فهل يأثم مع أنه لم يقصد تعذيبها ولا موتها؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان ترك إطعامها عامدًا -كما ذكر في السؤال- فهو آثم ولو لم يقصد تعذيبها أو قتلها؛ لأن حبس الحمام وتركه من دون أكل أو شرب لفترة لا يخفى ما فيه من التقصير وسوء المعاملة وعدم الرفق، وهو مدعاة لموته، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: دخلت امرأة النار في هرة حبستها؛ فلا هي أطعمتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض. أخرجه البخاري، ومسلم.
يقول ابن عثيمين -رحمه الله-: الطيور التي تحبس في الأقفاص، إذا وضع عندها الطعام والشراب، ولم يقصر عليها، وحفظها من الحر والبرد، فلا بأس، وأما إذا قصر وماتت بسبب تقصيره فإنه يعذب بها -والعياذ بالله-. اهـ.
وجاء في الأدب النبوي -تعليقًا على هذا الحديث-: وفي هذا دلالة واضحة على أن تعذيب الحيوان بلا سبب معصية تستوجب العقاب. اهـ.
وفي شرح سنن أبي داود للعباد -جوابًا لسؤال عن حكم حبس بعض الطيور في قفص للزينة- ما نصه:
الأولى ترك هذا، وإذا فعل ذلك، وأحسن إليها، ولم يعذبها، ولم يحصل لها ضرر بذلك، فلا بأس، وأما إذا كان يغفل عنها ويهملها، فتجوع وتهلك، فلا يجوز، وأما إذا اعتنى بها فإن ذلك جائز، والأولى أن يترك ذلك، ويستدل على هذا بقصة صاحبة الهرة التي دخلت بها النار، حيث قال صلى الله عليه وسلم: (دخلت النار امرأة في هرة حبستها؛ لا هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض). اهـ.
فعلى هذا المزارع أن يتوب إلى الله تعالى مما فعل.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني