السؤال
سؤالي عن الرياء: كنت مسافرا مع أهلي إلى مكان تندر فيه المساجد، لكنني هذه المرة كنت أسمع الأذان، واستبعدت أن يجيد أهل هذا المكان القراءة والطمأنينة، فخفت أن أذهب فأجد الحال كما عمت به البلوى فيلزمني أبي بهذه الجماعة وأضطر إلى إعادة الصلوات، وهذا شاق ومحرج وستكثر أسئلتهم واستنكاراتهم، كما خفت ألا أجد وقتا لإعادة الصلاة، فتفوتني الصلاة، فآثرت السلامة في هذا الأمر خاصة أن عندي وساوس تعتريني، وكنت محافظا على الجماعة ما استطعت مع أهلي في البيت خمسة أيام، وكنت إماما في كل الصلوات تقريبا، واعترتني الوساوس طوال هذه الأيام في النجاسة والطهارة والوضوء والصلاة، فأعرضت عن أغلبها ـ والحمد لله ـ وكنت أحرص على أن يكون صوتي جميلا وكنت أختار من القرآن أكثر ما أحب لأؤثر في أهلي وتخشع قلوبهم لذكر الله، فوسوس لي الشيطان أنني أرائي وأنني بعيد عن الإخلاص، وذلك في كل صلاة جهرية تقريبا، علما بأنني أكره المدح بعد الصلاة وأحاول أن أصرفهم عن ذلك وألهيهم عنه، ولكنني كنت أفرح حين تمدح أمي قراءتي، لأنني أتأكد منها أن الصلاة أتت بثمارها فيهم وكدت أطير فرحا لما قالت إنها تود لو أن الصلاة لا تنتهي، ورغم ذلك ينتابني حزن شديد بعد كل صلاة وأخشى أن يكون هناك شرك خفي يبطل عملي ويكون حسرة علي، فأقول لنفسي لو أنني كنت مأموما كان خيرا لي وأكثر اطمئنانا، ولكنني مع ذلك لا أعرف ماذا أختار؟ هل الإمامة وأنا بفضل الله أجيد القراءة والأركان، وأحاول الخشوع وأطمع في كمال الإخلاص؟ أم أختار أن أكون مأموما وأدع الإمامة لغيري؟ وأخاف أن يكون الشيطان يريد أن يبعدني عن الإمامة بتلك الوساوس وأخسر الأجر وتولية من هو أقل مني إجادة للقرآن ـ أعوذ بالله من الكبر، فهذا فضل الله ـ أنا والله أشعر في قلبي بالإخلاص، ولكنني أخاف من الرياء بشدة، وقد كثر شكي في ذلك الأمر حتى أبكي وأنا أمشي من خوف يوم يخرج الله فيه خبيئة صدري، فبماذا تنصحونني جزاكم الله خير جزاء؟.