السؤال
بعض زملائي في العمل يحضرون معهم طعامًا للإفطار -مثلًا-، ويدعوننا لنتناوله جميعًا في المكتب الذي نعمل به، كنوع من العزومة دون أن ندفع من ثمنه شيئًا، فهل إذا قمت برد هذه العزومة وأحضرت معي طعامًا ودعوتهم لتناوله يعتبر من باب الرشوة؟ علمًا بأن مديرنا يأكل معنا في هذه الولائم. وهل عليّ حرج في تناول أي شيء مما يقوم الآخرون بإحضاره ودعوتنا إليه؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن التقرب إلى المدير أو المسؤول بالهدايا لا يجوز، وهو داخل في الرشوة، وسماه الشرع غلولًا؛ ففي الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: هدايا العمال غلول. صححه الألباني. وقال أيضًا -عليه الصلاة والسلام-: لعن الله الراشي والمرتشي. رواه أحمد، وأبو داود.
وبالتالي؛ فإن كنت تعلم أن ما يقوم به بعض زملائك من إحضار الطعام والدعوة إليه القصد من ورائه محاباة المدير والتأثير عليه؛ للحصول على امتيازات وأمور من هذا القبيل، فإن ذلك لا يجوز، ومن ثم فلا يجوز لك أن تفعل كما يفعلون. أما إن كنت تعلم أنه ليس لهم غرض سيء من وراء ذلك، وإنما هو شيء يفعلونه لتبادل المعروف فيما بينهم، سواء بحضور المدير أو بغير حضوره، فإن ذلك لا بأس به، وحينئذ لا مانع من أن تأكل معهم، ولا بأس كذلك بأن ترد لهم الجميل وتشتري لهم طعامًا، بل إن ذلك قد يكون مستحبًا، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ. رواه أبو داود، وابن حبان، وصححه شعيب الأرناؤوط.
هذا؛ وبالنسبة لك: لا بأس بأكلك من الطعام المذكور على كل حال؛ لأن العلة التي حرمته على المدير ليست موجودة فيك.
والله أعلم.