الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يتطهر ويصلي من يكثر خروج المذي منه؟

السؤال

أنا عندي مشكلة تركتني لا أحافظ على صلاتي، أنا خاطب لفتاة، والمشكلة أنني كلما تكلمت معها في الهاتف يخرج مني سائل أبيض شفاف ولزج، مع العلم أن الحديث يكون عاديا من نحو كيف صحتك وكيف الحال، والمشكلة أنني حتى عندما أغتسل وأكمل الغسل يبقي يخرج، من فضلكم أفتوني.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فخروج السائل المشار إليه مبطل للوضوء، سواء كان مذيا أو وديا أو غيره؛ لأن الوضوء يبطل بكل خارج من السبيلين كما بيناه في الفتوى رقم136613 ,

والظاهر أن السائل المشار إليه وفق الأوصاف المذكورة هو المذي، وعليه فالواجب عليك تطهيره من بدنك وثوبك والوضوء منه، لكونه نجساً وناقضاً للوضوء،
وإذا كان خروجه مستمراً بحيث لا تجد في أثناء وقت الصلاة زمناً يتسع لفعل الطهارة والصلاة فحكمك حكم المصاب بالسلس تتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها بعد أن تتحفظ بشد خرقة أو منديل على العضو منعاً لانتشار النجاسة، وتصلي بوضوئك ذاك الفرض وما شئت من النوافل، ولا يضرك ما خرج منك بعد ذلك، إذ لا يبطل وضوؤك في هذه الحالة إلا بحصول ناقض آخر أو بخروج الوقت، وانظر لبيان ضابط الإصابة بالسلس الفتوى رقم: 119395.

هذا ويجدر التنبيه إلى أمرين مهمين:

1ـ الصلاة عماد الدين وركنه الركين، وقد حث الله ورسوله على المحافظة عليها، قال تعالى: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ {البقرة:238}، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: خمس صلوات كتبهن الله على العباد، فمن جاء بهن ولم يضيع منهن شيئاً استخفافاً بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد، إن شاء عذبه، وإن شاء أدخل الجنة. رواه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه وغيرهم.
وإن ما ذكرت لا يبرر تضييع الصلاة وعدم المحافظة عليها فعليك أن تتوب إلى الله تعالى من ذلك وأن تعتني بأمر صلاتك وتحذر من تضييعها أو تأخيرها عن وقتها، وقد علمت ما يلزمك بشأن ذلك السائل الذي أشرت إلى أنه السبب في عدم محافظتك على الصلاة.

2ـ الخطيبة أجنبية عن الخاطب وليس له أن يتحدث معها في الهاتف أو غيره إلا لحاجة معتبرة، ووفق الضوابط الشرعية التي بينا في الفتوى رقم: 20296. فينبغي أن تتنبه لذلك مستقبلا، وأن تسد عنك هذا الباب فإنه ذريعة للفتنة والفساد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني