السؤال
قرأت حديثا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنه سيأتي أناس من أمته معهم حسنات أمثال الجبال، فيجعلها الله هباء منثورا، بالرغم من أنهم كانوا يصلون ويأخذون من الليل، ولكنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ـ فحاولت البحث عن المقصود بقوله: كانوا إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ـ فوجدت حديثا صحيحا بنفس المعنى، ولكن في آخره: أنهم إذا عرض لهم شيء من الحرام أخذوه، فأحبط أعمالهم، فهل هذا هو المقصود بقوله: كانوا إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها؟.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث بلفظ قريب من اللفظ المذكور أخرجه ابن الأعرابي في معجمه، وابن أبي الدنيا في كتاب الأهوال، وأبي نعيم في الحلية، وأحمد بن بشر في الزهد وصفة الزاهدين، ونسوقه من رواية ابن أبي الدنيا، وأبي نعيم، فعن عمرو بن دينار وكيل آل الزبير يحدث مالك بن دينار، قال: حدثني شيخ من الأنصار، عن سالم، مولى أبي حذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليجيئن بأقوام يوم القيامة معهم من الحسنات مثل جبال تهامة، حتى إذا جيء بهم جعل الله أعمالهم هباء منثورا، ثم أكبهم على النار، قال سالم: يا رسول الله، جل لنا هؤلاء القوم، فوالذي بعثك بالحق، لقد خفت أن أكون منهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما إنهم كانوا يصلون ويصومون، ويأخذون من الليل، لكنهم كانوا إذا عرض لهم شيء شرا حراما أخذوه، فأدحض الله أعمالهم، قال مالك: هذا النفاق ورب الكعبة، قال: فأخذ المعلى بن زياد القردوسي بيد مالك وقال: صدقت يا أبا يحيى.
وهذا إسناد ضعيف لجهالة الشيخ الأنصاري، ولضعف أبي يحيى: عمرو بن دينار البصري.
وأما رواية ابن الأعرابي، وابن بشر: فهي من طريق عَبْد الْوَاحِدِ بْن زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ... وعبد الواحد بن زيد متروك، كما قال البخاري، وحكاه ابن عبد البر اتفاقا.
فالحديث بهذا اللفظ لا يثبت، ومع هذا، فمعناه مقارب لمعنى اللفظ الوارد في الحديث: ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها.
وانظر في شرح الحديث الفتاوى التالية أرقامها: 202408، 131294، 93737، وتوابعها.
والله أعلم.