السؤال
زوجتي كثيرًا ما تصر على رأيها، ولا تسمع كلامي، وتفعل ما في رأسها، وأمس وأنا أتحدث معها فوجئت أنها فعلت ما في رأسها بأمور تتعلق بالأموال والادخار، وكثيرًا تأتيني فكرة الطلاق؛ لأرتاح منها ومما تسببه لي من وجع للرأس والقلب، فقلت لها: "أنت مقرفة". فهل يقع الطلاق بما قلت؟ وهل يعتبر هذا لفظ من ألفاظ الطلاق إن نوى به الشخص الطلاق.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالتفكير في الطلاق لا يقع به الطلاق؛ كما بيّنّا بالفتوى رقم: 154147.
بل حتى لو وصل إلى العزم على الطلاق، فلا يعتبر طلاقًا؛ كما بيّنّا بالفتوى رقم: 17402.
وأما لفظ: "أنت مقرفة": فليس من ألفاظ الطلاق؛ فلا يقع به الطلاق ولو قصد صاحبه الطلاق؛ قال ابن قدامة في المغني: فصل: فأما ما لا يشبه الطلاق، ولا يدل على الفراق، كقوله: اقعدي. و: قومي. و: كلي. و: اشربي. و: اقربي. و: أطعميني واسقيني. و: بارك الله عليك. و: غفر الله لك. و: ما أحسنك. وأشباه ذلك: فليس بكناية، ولا تطلق به، وإن نوى؛ لأن اللفظ لا يحتمل الطلاق، فلو وقع الطلاق به لوقع بمجرد النية، وقد ذكرنا أنه لا يقع بها. وبهذا قال أبو حنيفة. واختلف أصحاب الشافعي في قوله: كلي. و: اشربي. فقال بعضهم: كقولنا، وقال بعضهم: هو كناية؛ لأنه يحتمل: كلي ألم الطلاق. و: اشربي كأس الفراق. فوقع به، كقولنا: ذوقي، و: تجرعي.
ولنا: أن هذا اللفظ لا يستعمل بمفرده إلا فيما لا ضرر فيه، كنحو قوله تعالى: {كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون} [الطور: 19]. وقال: {فكلوه هنيئا مريئا} [النساء: 4]. فلم يكن كناية، كقوله: أطعميني. و فارق ذوقي و تجرعي؛ فإنه يستعمل في المكاره، كقول الله تعالى: {ذق إنك أنت العزيز الكريم} [الدخان: 49]، {وذوقوا عذاب الحريق} [الأنفال: 50]، {ذوقوا مس سقر} [القمر: 48]. وكذلك التجرع، قال الله تعالى: {يتجرعه ولا يكاد يسيغه} [إبراهيم: 17]. فلم يصح أن يلحق بهما ما ليس مثلهما. انتهى.
ولفظ: "أنت مقرفة" أبعد من الألفاظ المذكورة.
وننصحك بمراجعة قسم الاستشارات من موقعنا بخصوص كيفية التعامل مع زوجتك.
والله أعلم.