السؤال
أعمل لدى مصنع للأدوية في قسم الأبحاث، المشكلة أنه يطلب مني عمل بعض الدراسات بشكل ملفق لتقديمها إلى وزارة الصحة من أجل تسجيل الدواء، وهذه الدراسات مهمة للتأكد من سلامة الدواء، وأنا أرفض ذلك فأقوم بعمل هذه الدراسات فعليا ولكن هناك بعض الأمور لا توجد إمكانيات لدى الشركة لاستيفائها، فيقوم أحد غيري بتلفيقها نظرا لرفضي.
المشكلة الأخرى تنتج الشركة بعض الأدوية ونظرا للإهمال الشديد تخرج غير مطابقة للمواصفات وتبيعها للناس، ما حكم عملي والأجر الذي أتقاضاه؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كنت ـ من خلال عملك في المصنع ـ لا تباشر المحظور ولا تعين عليه فإن راتبك ـ بهذا الاعتبار ـ لا شيء فيه -إن شاء الله- وقد ذكرت أنك ترفض تلفيق الدراسات وتزويرها، وهذا أمر حسن، لكنه غير كاف
إذ عليك أن تنصح القائمين على المصنع وتبين لهم خطورة ما هم عليه من غش وتزوير وخديعة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: الدين النصحية، قلنا: لمن؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. رواه مسلم، ويقول عليه الصلاة والسلام: من غش فليس مني. رواه مسلم.
فإن نفعت النصيحة معهم فذلك هو المراد، وإلا فإن قدرت على إبلاغ الجهات المعنية عنهم دون ضرر يلحق بك فافعل، إذ لا يخفى ما في هذا الغش الذي يقومون به من الضرر المحقق على المجتمع حيث توزع فيه أدوية مغشوشة لا تطابق المعايير الصحية.
والله أعلم.