السؤال
أرجو المساعدة:
أنا أشكو من وساوس حنث اليمين؛ كل ما أفعل شيئًا حتى الأمور التافهة أصبح أحاسب نفسي؛ هل حلفت أم لم أحلف؟ هل عليّ كفارة أم لا؟ هل حنثت في اليمين أم لا؟ وأظل في دوامة طوال اليوم، حتى في صلاتي؛ فلا أركز بصلاتي، ولا بحياتي اليومية، ماذا أفعل؟ فأنا تعبت، وأكثر ما يقلقني: أني أخاف من أن أكون حلفت وحنثت؛ فأنا أحيانًا أشعر أني حلفت، لكن من شدة الوسواس لا أقدر أن أحدد هل حلفت بإرادة أم بدون إرادة؟ هل بقصد أم لا؟ هل بلساني أم حديث نفس؟ لا أستطيع الجزم بصراحة!
أنا تعبت جدًّا، وصرت أكره الحياة، رجاء ساعدوني بأي طريقة، ولو حدث وحلفت وحنثت مع هذه الوساوس مع أني لا أستطيع الجزم هل حنثت أم لا هل تجب الكفارة؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بيّنّا في فتاوانا مرارًا وتكرارًا أن الوسواس من شر الأدواء، وأخطر الأمراض التي إن استسلم العبد لها كدرت صفو حياته، ونغصت عليه عيشه، وأفسدت عليه دينه ودنياه، وأنه لا علاج لهذه الوساوس إلا الإعراض عنها، وعدم الالتفات إلى شيء منها، ولا الاكتراث بها البتة، فعليك أيتها الأخت الكريمة أن تأخذي بهذا العلاج، وأن تجاهدي نفسك على ترك هذه الوساوس، وإذا صدقت وكانت منك العزيمة القوية في التخلص من هذه الوساوس، فإن الله تعالى سيعينك على التخلص منها، ويشفيك بمنّه وكرمه، وانظري لكيفية علاج الوسوسة الفتوى رقم: 51601، والفتوى رقم: 3086.
أما بخصوص ما سألت عنه: فاعلمي أنه لا يلزمك شيء ما دمت تشكين في حصول اليمين من الأصل، أو تشكين في أنك تلفظت به، أو تشكين في حصوله بقصد منك أو بدون قصد، أو تشكين في حصول الحنث، ففي كل ذلك لا يلزمك شيء؛ جاء في الموسوعة الفقهية في موضوع الشك في اليمين: إما أن يكون الشك في أصل اليمين هل وقعت أو لا؟ كشكه في وقوع الحلف، أو الحلف والحنث، فلا شيء على الشاكّ في هذه الصورة؛ لأن الأصل براءة الذمة، واليقين لا يزول بالشك. انتهى.
ثم إن الموسوس الذي يحلف تحت تأثير الوسوسة مغلوب على إرادته، وهو في معنى المكره، فلا يلزمه يمين، وانظري الفتويين: 74989، 199345.
ومما تقدم تعلمين أنه لا يلزمك شيء ما دام الأمر كما ذكرت، وأن الواجب عليك أن تعرضي عن الوساوس والشكوك، فإذا فعلت ذلك ستذهب عنك، وتجدين الطمأنينة والراحة النفسية -إن شاء الله تعالى-.
والله أعلم.