السؤال
أريد أن أسأل عن بعض مظاهر الرياء في حياة الناس؛ فمثلًا: رجل يهدي زوجته هدية ولا يريد منها مقابلًا، ويفعل ذلك فقط لأنه يحبها، ولا يريد منها إلا أن تشعر بحبه له، وأن تبادله الحب، فهل ذلك من الرياء في شيء؟
وهل طلب السمعة الطيبة من الرياء؟ فلنفترض أن رجلًا يؤدي عبادته على أكمل وجه، ويصلي في المسجد، ويكثر من الصدقة والصوم، ولا يبتغي بذلك إلا وجه الله تعالى، ولكنه أيضًا يود أن تكون سمعته حسنة بين الناس، ولا يريد منهم أن يشكروه أو يمدحوه، بل يرغب في أن يذيع صيته بالسمعة العطرة، فهل ذلك من الرياء في شيء؟
وإذا طلب مني والدي شيئًا كالصلاة في الجامع، أو قراءة القرآن، أو القيام بعمل صالح، وقمت به لنيل رضا الله تعالى وأجره ورضا والدي عني، فهل ذلك رياء؟
وإذا نويت أن أفعل عملًا صالحًا بنية الرياء، ثم أعرضت عن تلك النية وأخلصت عملي لوجه الله تعالى، وعملت وفقًا للنية الثانية (لوجه الله تعالى)، فهل ذلك رياء؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكرنا حقيقة الرياء ومراتبه, وذلك في الفتوى رقم: 222163, وبناء على ذلك؛ فإن الإهداء للزوجة لأجل المحبة لا يعتبر رياء.
كما أن الحرص على السمعة الحسنة بين الناس لا محذور فيه ولا رياء؛ قال ابن العربي في أحكام القرآن: المسألة الثالثة: قال المحققون من شيوخ الزهد: في هذا دليل على الترغيب في العمل الصالح الذي يكسب الثناء الحسن. اهـ.
وبخصوص قيامك ببعض الطاعات؛ من تلاوة, أو غيرها طاعة لله تعالى, وامتثالًا لأمر والدك: فليس من قبيل الرياء, بل هو من الأعمال الصالحة التي تثاب عليها.
كما أن تصحيح النية من الرياء إلى إخلاص العمل لله تعالى هو المطلوب شرعًا, وليس رياء؛ قال الرحيباني في شرح غاية المنتهى: وإن كان أصل العمل لله, ثم) بعد الشروع فيه (طرأ عليه خاطر الرياء ودفعه, لم يضر) في عبادته, ويتمها صحيحة. انتهى. فأحرى إذا صحح نيته قبل العمل ولم يطرأ عليه خاطر الرياء بعد الشروع فيه حتى أتمه.
والله أعلم.