السؤال
هل الاستعاذة والنفث ثلاث مرات بسبب كثرة الوسوسة في الصلاة تكون بأن أستعيذ ثم أنفث ثم أستعيذ ثم أنفث ثم أستعيذ ثم أنفث؟ أم تكون بأن أستعيذ ثلاث مرات ثم أنفث عن يساري ثلاث مرات؟ وهل يصح أن أكتفي بالاستعاذة مرة واحدة عند كثرة الوسوسة؟.
هل الاستعاذة والنفث ثلاث مرات بسبب كثرة الوسوسة في الصلاة تكون بأن أستعيذ ثم أنفث ثم أستعيذ ثم أنفث ثم أستعيذ ثم أنفث؟ أم تكون بأن أستعيذ ثلاث مرات ثم أنفث عن يساري ثلاث مرات؟ وهل يصح أن أكتفي بالاستعاذة مرة واحدة عند كثرة الوسوسة؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد روى مسلم في صحيحه عن عثمان بن أبي العاص الثقفي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلَاتِي وَقِرَاءَتِي يَلْبِسُهَا عَلَيَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ خنْزَبٌ، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْهُ، وَاتْفلْ عَلَى يَسَارِكَ ثَلَاثًا» قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَهُ اللهُ عَنِّي. قال الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ: أما الوساوس فالواجب التعوذ بالله من الشيطان إذا عرض لك انفث عن يسارك ثلاث مرات، وقل: أعوذ بالله من الشيطان، تزول إن شاء الله، جاهد نفسك، ولا تطاوع الشيطان بالوساوس، بل احذرها وارفضها، وتعوذ بالله من الشيطان عند وجودها، اتفل عن يسارك ثلاث مرات، وقل أعوذ بالله من الشيطان ثلاث مرات، تزول إن شاء الله. انتهى، فكلام الشيخ ـ رحمه الله ـ يدل على أن التعوذ يكون ثلاث مرات، ولم نقف على كلام يبين كيفية ذلك التعوذ والتفل، والظاهر أن الأمر واسع، وأنه لو تعوذ ثلاثا ثم تفل ثلاثا أو تعوذ ثم تفل ثم تعوذ ثم تفل ثلاثا فلا حرج، وأما الاقتصار على التعوذ مرة واحدة فقد يفهم من كلام بعض الشراح ولم نجده صريحا، قال القاري في المرقاة: «قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ الله إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ حَالَ بَيْنِي، وَبَيْنَ صَلَاتِي، وَبَيْنَ قِرَاءَتِي» ) أَيْ: يَمْنَعُنِي مِنَ الدُّخُولِ فِي الصَّلَاةِ، أَوْ مِنَ الشُّرُوعِ فِي الْقِرَاءَةِ بِدَلِيلِ تَثْلِيثِ التَّفْلِ، وَإِنْ كَانَ فِي الصَّلَاةِ، وَلْيَتْفُلْ ثَلَاثَ مرات غير متواليات. انتهى.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني