السؤال
أنا أستمني، أسأل الله لي الهداية، وفي كثير من الأحيان بعد الاستمناء وبعد الاغتسال أنام، فإذا قمت لصلاة الفجر أو غيرها وتوضأت وجدت منيا يابسا يسيرا جدا أكثر ما يكون على يدي، ومرة واحدة كان على رجلي، وهو يسير أيضا، فهل هذا المني اليابس منع من وصول الماء عند الوضوء وعند الغسل، يغلب على ظني أني اغتسلت والمني لا يزال رطبا، مع العلم أن هذا حدث لي مرارا على مدى سنوات لا أدري بالضبط هي أربع أو ثلاث، فهل يجب علي إعادة تلك الصلوات كلها؟ وكيف أعيدها وأنا لم أفكر بشأن المسألة إلا قبل أيام أنه قد يكون المني اليابس حائلا؟ فأرجو الجواب؛ لأن هذا الموضوع أتعبني، وهل صلواتي التي أصليها الآن لا تصح؛ لأنه يجب الترتيب فتصلى الفوائت قبل الحاضرات؟.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاستمناء محرم؛ كما بينا بالفتوى رقم:7170، ونسأل الله أن يوفقك للتوبة النصوح.
وأما بخصوص وجود مني يسير جدا يابس عالق باليد ونحوها، فقد لا يعدو الأمر مجرد وسوسة، لكن على افتراض وجود ذلك على وجه اليقين، فهذا من الحائل اليسير، وقد بينا بالفتويين التالية أرقامهما: 280861، 137118، أن بعض أهل العلم سهل فيما كان يسيراً من الحائل, وأنه لا يضر, ويسعك الأخذ بهذا القول, وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ.
ومما يسوغ الأخذ بهذا القول أيضا أن المسألة قد فاتت ولم يعد تداركها ممكنا، وقد ذكرنا من قبل في الفتوى رقم: 125010، أن الأخذ بالقول المرجوح بعد وقوع الفعل، وتعذر التدارك مما يسوغه كثير من العلماء.
ثم إن الترتيب بين الحاضرة والفائتة مستحب عند الشافعية؛ كما بينا بالفتوى رقم: 42800، فحتى إن قيل بلزوم الإعادة يكفيك صلاة ما بطل من صلاتك.
ونرى من سؤالك نوع وسوسة؛ فنسأل الله أن يعافيك من الوسوسة. وننصحك بملازمة الدعاء والتضرع، وأن تلهى عن هذه الوساوس، ونوصيك بمراجعة طبيب نفسي ثقة، ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات من موقعنا، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 3086، 51601، 147101، وتوابعها.
والله أعلم.