السؤال
إذا كان الزواج متاحا أثناء الدراسة بشرط أن يصرف الأب على الزوج والزوجة، فهل الأحرى أن ينتظر حتى يكمل دراسته أم لا؟ مع العلم أنه لا توجد وظيفة مضمونة بعد التخرج، وسيبدأ بالبحث عن عمل، والفرص موجودة.
وجزاك الله خيرا.
إذا كان الزواج متاحا أثناء الدراسة بشرط أن يصرف الأب على الزوج والزوجة، فهل الأحرى أن ينتظر حتى يكمل دراسته أم لا؟ مع العلم أنه لا توجد وظيفة مضمونة بعد التخرج، وسيبدأ بالبحث عن عمل، والفرص موجودة.
وجزاك الله خيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالزواج من أمور الخير التي تنبغي المسارعة إليها، والله عز وجل يقول: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ{البقرة:148}.
ففي الزواج كثير من مصالح الدنيا والآخرة، قال البهوتي الحنبلي في حاشية الروض المربع عند قول الحجاوي في زاد المستقنع: وفعله مع الشهوة أفضل من نوافل العبادة ـ لاشتماله على مصالح كثيرة كتحصين فرجه وفرج زوجته، والقيام بها، وتحصيل النسل، وتكثير الأمة، وتحقيق مباهاة النبي صلى الله عليه وسلم وغير ذلك. اهـ.
والدراسة ليست مانعا من الزواج شرعا أو عادة، والوالد إذا كان ميسور الحال، واحتاج ابنه الفقير إلى الزواج وجب على والده تزويجه في قول بعض أهل العلم، وهو ما نرجحه، كما في الفتوى رقم: 117243.
وقد أوجبوا عليه أيضا نفقته ونفقة زوجته، وانظر الفتوى رقم: 139261.
وقد يفتح الله عز وجل على الابن بعد الزواج من أسباب الرزق ما لا يخطر له على بال، فالزواج سبيل إلى الغنى ـ بإذن الله ـ وقد أوردنا النصوص الدالة على هذا في الفتوى رقم: 7863.
فيمكن للابن أن يستغل أوقات فراغه في عمل مناسب، ويبذل الأسباب متوكلا على الله، روى أحمد والترمذي وابن ماجة عن عمر ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا.
وننبه إلى أن الزواج تعتريه الأحكام التكليفية، ومن ذلك أنه قد يكون واجبا أو مستحبا حسب اختلاف الأحوال، كما هو مبين في الفتوى رقم: 3011.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني