السؤال
عمري 44 سنة، ووزني 86 كيلو، أعاني من انخفاض الضغط الدائم، وخصوصًا أوقات الصلاة، ويتركز هذا الانخفاض عند السجود والدعاء؛
حيث إنني أحاول أن أتصور أهوال يوم القيامة وعذاب القبر وجهنم -أجارنا الله وإياكم منها- وهول الوقوف بين يدي الله، فيحدث عندي انخفاض في ضغط الدم مما يمنعني من مواصلة الدعاء والخشوع، فأضطر لرفع رأسي، علمًا أن الانخفاض يحدث حتى وإن كنت واقفًا أدعو أو جالسًا وأدعو، أي أنني لا أستطيع الاستمرار بالخشوع والرهبة، ويحدث الأمر خصوصًا في صلاة المغرب والعشاء والوتر.
علمًا أنني أعاني من انخفاض ضغط الدم منذ كان عمري 28 سنة، ومرة واحدة حدث وأن أغمي عليّ أثناء الصلاة.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يعافيك، وأن يعينك على طاعته وتقواه.
ثم اعلم أن الخوف المحمود هو ما حجز عن محارم الله، لا أن يصل العبد إلى درجة من الخوف المقعد عن الطاعة أو المخل بها؛ فاجتهد في أن تكون على اعتدال في هذا الباب، وانظر الفتويين: 269278، 109600.
وقد كان السلف يخافون الله فيظهر أثر ذلك بالبكاء، وترك ما حرم الله دون أن يصيبهم ما أصابك؛ ذكر ابن الجوزي في تلبيس إبليس عن أبى حازم قال: "مَرَّ ابن عمر برجل ساقط من العراق، فقال: ما شأنه؟ فقالوا: إذا قُرِئ عليه القرآن يصيبه هذا. قال: إنا لنخشى الله -عز وجل-، وما نسقط". وانظر باقي كلامه في هذا الفصل فقد أجاد، وراجع أيضًا رسالة: عودوا إلى خير الهدي للشيخ/ محمد إسماعيل المقدم.
وقد نبه العلماء على أن من عجز عن دفع ذلك عن نفسه فهو معذور -وإن كانت حاله ناقصة عن حال السلف-؛ قال الشيخ/ محمد إسماعيل المقدم ملخصًا كلام ابن الجوزي: فإن قال قائل: فنفرض أن الكلام فيمن اجتهد في دفع الوجد، فلم يقدر عليه، وغَلَبَه الأمر، فمِن أين يدخل الشيطان؟
فالجواب: أنا لا ننكر ضعف بعض الطباع عن الدفع، إلا أن علامة الصادق أنه لا يقدر على أن يدفع، ولا يدري ما يجري عليه، فهو من جنس قوله عز وجل: {وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا} [الأعراف: 143].
فإن قيل: فهل في حق المخلص نقص بهذه الحالة الطارئة عليه؟
قيل: نعم، من وجهين:
أحدِهما: أنه لو قوي العلمُ أمسك.
والثاني: أنه قد خولف به طريق الصحابة والتابعين، ويكفي هذا نقصًا". انتهى.
وننصحك بمراجعة الأطباء، وكذلك قسم الاستشارات من موقعنا لعلهم يجدون لك حلًّا دوائيًّا أو عُشبيًّا لهذه النوبة من نوبات الضغط.
والله أعلم.