السؤال
أنا رجل سوري ملتزم بشكل جيد، وعائلتي منضبطة بحمد الله تعالى بالشرع، وعندي ابن شاب من زوجتي الأولى المطلقة، وعمره 25 عاما، وهو يصلي، ولكنه غير ملتزم بالمعنى الحرفي، فأردنا السفر من بلدنا بسبب الحرب، فطلب مني أن أزوجه امرأة مطلقة تكبره بعامين وغير محجبة، كان قد تعرف إليها بنفسه، فرفضت ذلك بسبب عدم التزامها بالحجاب خصوصا وعدم التزامها عموما، فإذا به يخبرني أنها قد تحجبت وهو يريد الزواج منها، وذلك قبل أسبوع من سفرنا، وفي الحقيقة لم أكن موافقا في البداية، ولكنني غيرت رأيي للأسباب التالية:
أولا: ابني غير ملتزم بالمعنى الحرفي للكلمة.
ثانيا: كنا سنسافر إلى بلد غير مسلم بسبب رفض أغلب الدول العربية استقبال المزيد من السوريين، وفي أوربا ستكون الفتن عليه أشد، ولذلك فتحصينه ولو مع فتاة غير ملتزمة تماما، ولكنها مسلمة سيكون أفضل من خطر ضياع دينه مع الأوربيات قليلات الحياء والدين.
ثالثا: لم يكن لدينا الوقت الكافي للبحث عن فتاة أخرى بسبب قرب موعد السفر، وبسبب تعلقه بتلك المرأة، فاستخرت الله تعالى، وبعد تردد وافقت وخطبتها له وسافرنا، ولحقت بنا زوجته بعد فترة قصيرة، وكانت تلبس غطاء رأس، ولكنها لم تكن تلبس لباسا شرعيا، فهي ترتدي البنطال الضيق... وظهرت عليها منذ البداية مظاهر عدم الالتزام بسبب لباسها، ولذلك كنا مع زوجتي نتعرض لموضوع الحجاب ونشدد عليه متعمدين لنستبق عليها الأمر قبل أن تفاجئنا هي بذلك، وخصوصا أن لي بنتين في نهاية المرحلة الابتدائية، وقد تكلمت معهما وهيأتهما للحجاب لتلبسانه الصيف المقبل ـ بإذن الله تعالى ـ مع ما في ذلك من صعوبات بسبب كونهما المسلمتين الوحيدتين في مدرستهما بين بنات غير مسلمات، وهي المدرسة الوحيدة القريبة من بيتنا، وكنت أخشى من التأثير السيئ لزوجة ابني عليهما إن رأوها قد بادرت بخلع الحجاب، ولكن الذي أخشاه فعلا حصل، فقد أخبرنا ابني عن طريق زوجتي أن زوجته قد خلعت الحجاب، وكان يتوقع مني بالذات ردة فعل قوية على هذا الأمر، فتناقشت مع زوجتي والتي كانت تعامله بالحسنى وكأنه ولدها، وقررنا مقاطعتهما مبدئيا حتى يرجعا إلى دينهما وتلبس هي الحجاب، وهو يقول إنها هي التي تريد خلع الحجاب، ولكنه لا يمانع في ذلك، ثم زعم عدم فرضية الحجاب، فأتيته بالأدلة من الكتاب والسنة ونصحناه أنا وزوجتي، كما تكلمت معها زوجتي، ولكنهما مصران على موقفهما، ثم أخبر ابني زوجتي ألا نتعب أنفسنا لأنها لن تلبس الحجاب مهما فعلنا، والآن نحن نقاطعهما بحيث لا نذهب لزيارتهما؛ علما بأن بيتهما مقابل بيتنا تماما، ولكنه يأتي هو وابنته الرضيعة التي ولدت لهما حديثا كل يومين أو ثلاثة أيام، فيجلس نصف ساعة لا نتكلم معه خلالها، ولكننا نحمل الرضيعة قليلا، ولكن إخوته يتكلمون معه، ولا يذهبون لزيارته ونسيت أن أنوه أن زوجته صرحت بخلع الحجاب رسميا بعد أن ولدت طفلتها، ويبدو أنها كانت تخطط لذلك لكي لا يستطيع هو ـ أو نحن ـ معارضتها، وليصبح موقفها أقوى بوجود الطفلة، فأرجو نصحي: ما الذي نستطيع فعله الآن ولاحقا إذا أصرت على موقفها، علما بأنها كانت تبدي الاحترام لنا، وما رأينا منها إساءة تجاهنا خلال الفترة القصيرة التي عرفناها فيها؟.