السؤال
لقد قمت بخطبة فتاة ذات دين وخلق، وقد استخرت الله قبل أن أتقدم لها وبعد ذلك، ولكن بعد مرور فترة من الخطبة بدأت أشعر بعدم الراحة تجاهها وعدم السعادة، والأسباب في ذلك كلها أسباب دنيوية كالفرق في المستوى التعليمي والاختلاف في العادات، وأيضا جمالها رغم أني قد رضيت به من قبل إلا أنه أصبح يؤرقني، وتأتي تلك المشكلة من طبيعة عملي فأنا معيد في الجامعة وأدرس لشباب وبنات فأخشى على نفسي إن لم أكن مقتنعا بجمالها فيتلاعب بي الشيطان ولا أغض بصري فقلبي غير متعلق بها رغم أنها قد تعلقت بي جدا فأخشى إن تركتها أن أكون بذلك أظلمها رغم أني لم أر منها إلا كل خير، وإن استمررت معها أن أظلم نفسي فماذا أفعل؟ خاصة أني استخرت كثيرا ولا زلت في حيرة من أمري هل أستمر معها لأنها ذات دين وخلق وقد تعلقت بي؟ أم أتركها حتى لا أظلم نفسي وقد يقع طلاق فيما بعد؟ وهل من شروط الزواج الشعور بالحب في فترة الخطبة أم أن الزواج له هدف أسمى من ذلك؟.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى المعيار الصحيح لاختيار الزوجة، بقوله صلى الله عليه وسلم: ...فاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ. (متفق عليه)
ولا يعني ذلك أنّ اختيار المرأة ذات الجمال أو النسب أو المال أمر مرفوض، وإنما المقصود ألّا يقدم اعتبار شيء من هذا على اعتبار الدين والخلق، قال العظيم أبادي: ويؤخذ منه أن الشريف النسيب يستحب له أن يتزوج نسيبة؛ إلا إن تعارض نسيبة غير دينة وغير نسيبة دينة فتقدم ذات الدين، وهكذا في كل الصفات. عون المعبود - (6 / 31)
وليس من لازم الاختيار الصحيح للزوجة أن يشعر الخاطب نحو المخطوبة بعاطفة حب قوية، وإنما المعتبر حصول القبول بينهما، بل إن مشاعر الحب ليست شرطاً لاستقرار الحياة الزوجية، قال عمر ـ رضي الله عنه ـ: .. فليس كل البيوت تبنى على الحب ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام. كنز العمال (16/555)
فإن كانت خطيبتك صاحبة دين وخلق ووجدت في نفسك قبولاً لها فلا تلتفت للهواجس والأوهام وبادر بزواجها، وأما إن كنت لا تجد في نفسك قبولاً لها فلا حرج عليك في فسخ الخطبة والبحث عن غيرها.
وبخصوص الاستخارة فالراجح عندنا أن العبد يمضي في الأمر الذي استخار فيه ولا يتركه إلا أن يصرفه الله عنه، وانظر التفصيل في الفتوى رقم : 123457.
والله أعلم.