السؤال
صليت خلف إمام لم أعرفه من قبل، فلما ركع ورفع من الركوع بسرعة شعرت أنه لن يترك لنا فرصة أن نرفع من الركوع.. وكان يقول: سمع الله لمن حمده ـ بعد الرفع وهو معتدل تماما، فكنت أرفع من الركوع بعد أن يعتدل تماما، وقبل أن يتم سمع الله لمن حمده، لأنه ينزل للسجود فور انتهائه منها ولا ينتظرنا حتى نرفع.. فهل بذلك تصح صلاتي؟ وفي الركعة الثالثة ركع الإمام قبل أن أتم الفاتحة، وأنا بسبب الوسوسة لا أستطيع قراءة الفاتحة بسرعة، وأنا أحاول اتباع من يقولون بأن الفاتحة ليست ركنا على المأموم مراعاة للوسوسة، ولكنني لا أستطيع خشية أن تكون ركنا، فتأخرت حتى رفع الإمام، فركعت بسرعة واطمأننت ولبثت قليلا في الركوع، ويبدو أنني سهوت فيما حدث، فرفعت من الركوع فوجدت الإمام يهوي في طريقه للسجود أثناء رفعي من الركوع، فما حكم صلاتي؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد حذرناك من الوساوس مرارا وبينا لك أن الاسترسال معها يفضي إلى شر عظيم، فدعك من الوساوس ولا تبال بها، ولا حرج عليك في العمل بأيسر الأقوال دفعا للوسوسة ورفعا للحرج، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 181305.
ومن ثم، فلا حرج عليك في العمل بقول من يرى عدم وجوب الفاتحة على المأموم، وصلاتك في الصورة الأولى المسؤول عنها صحيحة لا شك في صحتها ما دمت رفعت بعد إمامك، وقد فعلت ما هو السنة من الرفع بعد التحقق من استواء الإمام قائما، ولا يضر كونك رفعت قبل انتهائه من التسميع، ولا تأثير لذلك على صحة الصلاة، وأما في الصورة الثانية حيث رفع الإمام من الركوع قبل أن تركع: فصلاتك أيضا صحيحة عند كثير من أهل العلم، كما ذكرنا ذلك في الفتوى رقم: 303955.
ولا حرج عليك في العمل بهذا القول دفعا للوسوسة، ونعيد تحذيرك من الوساوس ونصحك بتجاهلها وعدم الاسترسال معها.
والله أعلم.