السؤال
في بداية أمري كنت ملتزمًا بديني، محافظًا على السنة -والحمد لله-، فحصلت معي مشكلة مع زوجتي التي لم نتزوج أصلًا، وتنازعنا لمدة أشهر، فلم أصبر واقترفت معصية بأن أصبحت أدخن السجائر، وأصبحت أعيش في همّ، وكنت أجلس طوال اليوم وحدي حتى خطر ببالي أنه ربما كلامي لها يوقع الطلاق، فزادت الوساوس عندي حتى بلغت مبلغًا عظيمًا، وأن استرسالي بالتدخين والوسواس بالطلاق والجلوس لوحدي كانت نهايته أن أوسوس بأمور الدين وخواطر مكفرة أبغضها، ولا أحب أن أذكرها، وكنت أدافعها، ومع كل هذا لم أترك صلاة، ولم أقصر في واجب، وأصلي بعض النوافل، ولكن سألت أحد المشايخ، وقال لي: "إنك موسوس، والله لا يؤاخذك". وقال إن كلامي لا يقع به طلاق أصلًا، وأما الخواطر فهي لا تضرني -إن شاء الله- لأنها وساوس لا طاقة لي بها، ولكن أخفيت عليه أني كنت أدخن.
أما الآن أظن أن سبب وسواسي وابتلائي هو تلك المعصية الشنيعة (وهي الدخان)، فهل يترتب عليّ حكم الموسوس المغلوب على أمره والوسوسة المعفو عنها في أمور الطلاق وحقيقة الإيمان رغم أن سببها -والله أعلم- هو معصيتي؟ أم أن هذه المعصية ترفع عني حكم الوسوسة المعفو عنها لقول الشافعي: "ومن غلب على عقله بفطرة خلقة أو حادث علة لم يكن لاجتلابها على نفسه بمعصية، لم يلزمه الطلاق، ولا الصلاة، ولا الحدود، وذلك مثل المعتوه، والمجنون، والموسوس، والمبرسم، وكل ذي مرض يغلب على عقله ما كان مغلوبًا على عقله"؟