السؤال
لي أخت في غاية الصعوبة، فهي سيئة الظن جدا، وعصبية، وهي أصغر مني، لكنها تتعامل معي بطريقة سيئة للغاية، وبالرغم من هذا تحملت. وكانت عاقة لوالدها لدرجة أنه -رحمه الله- قبل وفاته بأسبوع، جلس يبكي منها ويقول -رحمه الله- كرهتني في البيت، كرهتني في البيت . واستكمالا لعقوقها، تزوجت بعد وفاة والدي وبصعوبة؛ لأنها كانت تتشاجر مع زوجها كثيرا، وبسبب مشاحناتها مع زوجها قبل أن يتم الزواج، خسرت عائلتها قاطبة، بما فيهم أخي، أخوها كان سيضربها على وجهها قبل ليلة فرحها بيوم، لولا تدخلي لتهدئة الأمور. بعد زواجها أصبحت تتشاجر مع زوجها، وبالرغم من توضيحي لها أني لا أريد أن أتدخل، إلا أنها في خلال السنة الأولى من زواجها، تشاجرت أكثر من عشرات المرات حتى تصل الأمور للطلاق. فكنت أضطر للتدخل لتهدئة الوضع، حفاظا على بيتها.
وأخيرا تشاجرت مع زوجها، وتركت المنزل في منتصف الليل، لتطلب مني أن آخذها من الشارع؛ لأنها متشاجرة معه، فحاولت أن أوقظ زوجي لكي يأتي بها، وكان مريضا، ورفض طبعا أن يأتي بها؛ فاتصلت بها، وقلت لها: لا أعرف كيف أتصرف، وسأحاول أن أتصل بأي سيارة أجرة، لكي يأتي بك، ولكنها أغلقت السماعة في وجهي، وهي تقولي: فعلتك السوداء أنت وزوجك. وتشاجرت مع زوجي؛ لأني علمت أنها -للأسف-اتصلت بوالدة صديقة لي، لكي تأخذها من الشارع الساعة الواحدة بالليل؛ مما سبب حرجا شديدا لي. فحلف زوجي علي بالطلاق، أن أختي لن تدخل بيتي، وتحدث زوجي إلى زوج أختي، وقال له إنه يرفض دخول أختي إلى بيته، وذلك نظرا لتاريخ مشاكل أختي. المهم زوجي الآن ندم على ما قال، ويريد أن يكفر عن حلفه. وفي الوقت ذاته، عندما لجأت أختي إلى جارتنا هذه، شعرت هي بالطبع بالحرج، فعندما جاء زوجها ليأخذها، أتت معه دون كلام كثير.
الشاهد في الموضوع، أن أختي عندما لم تجد من يأويها، استسلمت أخيرا؛ لأنها -صدقني- لو كانت عندي، كان من الممكن أن تجلس أسبوعين؛ لكي يصالحها زوجها، أضف إلى ذلك أنه لا يستريح لها بال، ما لم نتحد ضد زوجها، ونقول له أنت خاطئ، حتى لو أني أعلم يقينا أن المشكلة لا تستحق بالمرة كل هذه الزوبعة، ولو لم نقل ما تريد، نجد منها كلاما سيئا بشكل مستمر.
واكتشفت أن بعدي عنها أفضل لها، فهي تسعي الآن لإصلاح الأمور بينها وبين زوجها، وأشعر أنها ربما ستسعى لإصلاح الأمور بينها وبين أقاربنا -فقط لكي تثبت لي أنها لا تحتاج لي- الآن اقتصرت علاقتي بها على رسائل الهاتف، وحاولت أن أكلمها في العيد، لم ترد، فأرسلت إليها رسالة أقول لها "كل سنة وأنت طيبة " ولزوجها أيضا. وحاولت أن أزورها، فرفضت.
هل أنا ملزمة بزيارتها؟
أنا بصراحة تعبت من مشاكلها التي ورطتنا بها، لدرجة أنها كرَّهت الناس فينا جميعا، وأرى أن أقصر علاقتي بها فقط على الرسائل على الهاتف، في المناسبات فقط لا غير. لا أريد زيارتها، ولا أستطيع حتى أن أكلمها، وللعلم حاولت معها كل ما يمكن تخيله من نصيحة بالدين، أيام عقوقها لوالدها، وترغيب في الجنة، والخصام فقط لفترة قصيرة، لا تستمر ثلاثة أيام. الأمر الذي جعلها تعتاد أني دائما من يبدأ بالكلام، وبالتالي لم يعد الأمر يهمها، لأنها تعلم يقينا تديني. وللأسف الشديد ظنت أنها على حق، الأمر الذي جعلها تزيد في ظلمها، وسوء ظنها.
أرجوك هي ظلمتنا كثيرا، وتحملت كلاما كثير لن يكفي الوقت لذكره.
فهل أكتفي فقط بالرسائل لا غير كل عيد، وفي المناسبات خاصة مثل الولادة وغيرها؟