السؤال
أنا رجل متزوج منذ 18 عامًا، عمري 44 سنة، ولديّ ولدان 17 و 14، اكتشفت أن زوجتي - 40 عامًا- تراسل زوج أختي بالشات، وأن هناك بعض الرسائل الغرامية، مثل عبارات الحب والإعجاب، وواجهتها، واعترفت وأقسمت أن هذا كل ما حدث، وأنهما لم يتقابلا منفردين، ولكن لم أعد أثق فيها، وأريد الانفصال عنها، ولكن في نفس الحين أراجع نفسي بأنني أخطأت نفس الخطأ، وقد أكون تماديت أكثر من ذلك، وأرى أنني إذا لم أسامحها فهذا يعني أنني منافق، أريد لنفسي ما لا أريده لغيري؛ لمجرد أني رجل وهي امرأة، وأيضًا أخشى إن انفصلت عنها أن يعرف أولادي السبب، وتكون بمثابة عقدة لهم، ولكن أيضًا الموقف تعقّد بمعرفة أختي للواقعة.
للعلم: زوج أختي عاجز جنسيًّا منذ فترة، فلا شك أنهم لم يقعوا في الزنا، وهو يفعل ذلك مع سيدات أخريات كنوع من التعويض عن النقص.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما ذكرت عن زوجتك من اتصال وعلاقة مع رجل أجنبي عنها -إن صح- فهو إثم، ومعصية؛ فيجب عليها التوبة من ذلك، والإقلاع عنه، كما هو مبين في الفتوى رقم: 22368.
ويحرم عليك إقرارها على ذلك، فإن من يقر الخبث في أهله ديوث، وقد ورد فيه الحديث الذي رواه النسائي عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا ينظر الله -عز وجل- إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث. وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والمدمن على الخمر، والمنان بما أعطى. وجاء في الحديث الذي رواه أبو داود الطيالسي عن عمار -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: لا يدخل الجنة ديوث.
وإذا أقلعت زوجتك عن هذه المعصية، وتابت منها توبة صادقة، فينبغي لك أن تمسكها، ولا تؤاخذها على ذنب تابت منه.
أما عن نفسك: فينبغي أن تتوب إلى الله مما ذكرت أنه حصل منك في السابق، وتستر على نفسك، ولا تخبر أحدًا.
والله أعلم.