السؤال
ما حكم قول: "تعالى الله ورسوله عما يصفون"؟ فكثيرًا ما أرددها لأصرف نفسي من وسواس العقيدة.
وجزاكم الله خيرًا.
ما حكم قول: "تعالى الله ورسوله عما يصفون"؟ فكثيرًا ما أرددها لأصرف نفسي من وسواس العقيدة.
وجزاكم الله خيرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالتعبير الشائع والذي جاء في القرآن الكريم هو إضافة التعالي إلى الله وحده؛ قال عز وجل: فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ {الأعراف:190}، وقال سبحانه: قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا * سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا {الإسراء: 42 -43 }.
وهذا النوع من التعالي خاص بالله سبحانه؛ لأن معناه التنزيه والتقديس والتعظيم عما لا يليق به جل جلاله، كاتخاذ الابن أو وجود الشريك أو النظير له؛ يقول ابن كثير عند تفسير قوله تعالى: {سبحانه وتعالى عما يصفون}: أي: تقدس وتنزه وتعاظم عما يصفه هؤلاء الجهلة الضالون من الأولاد والأنداد، والنظراء والشركاء. اهـ.
لكن إذا كان المقام أو الكلام لا يختص بمقام الألوهية والربوبية، فالظاهر أنه لا مانع من ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- على النحو الوارد في العبارة المذكورة، وقد وجدنا من أهل العلم من استعمل هذا الأسلوب؛ جاء في كتاب أم القرى للكواكبي ما نصه: ... أَو كَأَن النَّبِي -عَلَيْهِ السَّلَام- لم يتمم كَمَا يَزْعمُونَ تَبْلِيغ رسَالَته، فهم أتموها لنا، أَو كتم شَيْئا من الدّين وَأسرّ بِهِ إِلَى بعض أَصْحَابه وهم أَبُو بكر وَعلي وبلال -رَضِي الله عَنْهُم-، وَهَؤُلَاء أسرّوا بِهِ إِلَى غَيرهم؛ وَهَكَذَا تسلسل حَتَّى وصل إِلَيْهِم، فأفشوه لمن أَرَادوا من الْمُؤمنِينَ، تَعَالَى الله وَرَسُوله عَمَّا يأفكون. اهـ.
وننصحك بأن تتعالجي من وساوس العقيدة بما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد قال عليه الصلاة والسلام: "لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا خلق الله، فمن خلق الله؟ فمن وجد شيئًا من ذلك فليقل: آمنت بالله". رواه مسلم.
وراجعي الفتويين: 273397، 106391.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني