الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تجزئ العمرة مع وجود الصفرة والكدرة المتصلة بالحيض

السؤال

أنا الآن في مكة، وسأذهب بعد غد. كانت عندي الدورة قد بدأت منذ يوم الأربعاء بالليل، واليوم إلى الصبح أيضا. لا أعرف هل ستستمر 5 أو 6 أو 7 أيام.
أحيانا تستمر خمسة، ومرتين 6 ، أو 7. وأحيانا ينزل شيء أبيض مصفر، فاتح جدا. لا أعرف ماذا أفعل؟
وأخرت عمرتي إلى الغد، وهكذا دخلت في اليوم السادس. في كل مرة أضع منديلا، أجد شيئا بنيا محمرا، خفيفا جدا، يكاد لا يأخذ 5% من مساحة المنديل.
لا أعرف هل أعتمر، أو سيكون ذلك حراما؟ أو ماذا أفعل؟
والشهر الماضي، كنت قد اغتسلت كثيرا جدا، وكانت تنزل نقاط صفراء لمدة 9 أيام. وهذا الشهر نزل شيء أبيض مصفر قبل الدورة، لكن لم أحسبه من أيامها طبعا، وصليت بشكل معتاد.
ماذا أفعل بالله عليكم؟ أفيدوني لا أريد أن أذهب من غير أن أصلي، وأعتمر.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلم تبيني لنا إن كنت دخلت مكة محرمة بعمرة، أو لا، فإن كنت أحرمت بالعمرة، فليس لك أن تطوفي إلا بعد أن تطهري من الحيض، والطهر يحصل بإحدى علامتين: إما الجفوف، وإما القصة البيضاء، كما هو مبين في الفتوى رقم: 118817.

فما دمت ترين الدم ولو قليلا، أو ترين صفرة، أو كدرة متصلة بالدم، فإنك لا تزالين حائضا حتى ينقطع الدم، وما اتصل به من صفرة أو كدرة. وعليه، فالواجب عليك أن تنتظري حتى تطهري من الحيض، ثم تؤدي نسكك، فإن رجعت إلى بلدك، فإنك تبقين محرمة حتى تعودي إلى مكة، وتؤدي النسك، فإن عجزت عن الرجوع إلى مكة، فإنك تتحللين بما يتحلل به المحصر، فتذبحين هديا، فإن عجزت عنه صمت عشرة أيام، وفي المسألة مذاهب أخرى، تجدينها مفصلة في الفتوى رقم: 140656.

وأما إن كنت لم تحرمي بالعمرة، فالأمر سهل، فإنك لو لم تطهري حتى جاء وقت رجوعك، فارجعي إلى بلدك، ولا شيء عليك، وقد يكتب الله لك أجر ما حرصت عليه من العبادة بنيتك، وننبهك إلى أنك إن كنت غير محرمة، وطهرت قبل أن تخرجي من مكة، فإذا أردت أداء النسك، فعليك أن تخرجي إلى الحل فتحرمي منه، وهذا إن كنت أتيت مكة غير ناوية للعمرة، ثم بدا لك أن تعتمري وأنت بمكة، وأما إن كنت تجاوزت الميقات غير محرمة، فلا بد أن ترجعي إلى الميقات لتحرمي منه، فإن خالفت وأحرمت بعد الميقات، فعليك دم يذبح في مكة، ويوزع على فقراء الحرم؛ لتركك واجبا من واجبات العمرة، وهو الإحرام من الميقات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني