السؤال
قبل أكثر من أربع سنوات كان جوالي مليئًا بالأغاني، وكنت أستمع كثيرًا للأغاني، ولكن منذ سنتين تبت إلى الله، وحذفت معظم الأغاني، وأحيانًا يستمع أحدهم لأغنية كنت أحبها، ويصل صوتها العالي إلى أذني، فأحيانًا لا أستطيع أن أقاوم نفسي، فأستمع إليها، ولكن ليس بإرادتي، فهل أكون بذلك قد أذنبت؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإذا مرّت بك تلك الأغنية من غير تعمد منك لسماعها، فلا تأثم بمجرد وقوع ذلك، لكن إذا ركنت إلى الصوت، وتلذذت به، واسترسلت في السماع مختارًا؛ خشي عليك من الإثم، وإنما لا يلحقك الإثم إذا كرهت المنكر، وأنكرته بلسانك إن استطعت، فإن عجزت فلا أقل من الإنكار بالقلب؛ فهو أدنى درجات إنكار المنكر، وينبغي لك إذا مرّ بأذنك مثل هذا الشيء أن تسد أذنك بشيء تضعه فيها؛ لتحول بينها وبين هذا الاستماع، وإن لم تفعل فلا إثم عليك ما لم تقصد الاستماع، والتلذذ بهذا المنكر، ولمزيد التفصيل راجع الفتوى رقم: 305263، والفتوى رقم: 151823.
وينبغي لك أن تستشعر قبح تلك الأغاني المصحوبة بآلات اللهو، وأن الله تعالى يمقتها، وأن من يتعاطاها متعرض لسخط الله، وعقوبته، فهذا كله يزيل عنك الشعور بالرغبة في استماعها، أو التلذذ بذلك عند مرورها بأذنك، بل تكون كارهًا لها بقلبك متمنيًا زوال هذا الصوت سريعًا، لا متلذذًا به، مسترسلًا في سماعه، فتتعرض أنت أيضًا للوعيد.
والله أعلم.