الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الشاب إن وقع في نفسه حب فتاة أجنبية عنه

السؤال

أنا طالب ثانوي علمي، وأعد من الأوائل على مدرستي، فأنا أدرس في ثانوية المتفوقين، وأنا متفقه في الدين وأطبق أصوله كالولاء والبراء ولا أخاف في الله لومة لائم، وثانوية المتفوقين مختلطة، علما بأنني أعلم أن هذا الأمر محرم، لكن حجتي كانت هي: طلاب الثانوية المتفوقون ليسوا كأي طلاب من ناحية الأدب..... فعندنا ثانويتان للبنين فقط، لكن من يلتحق بهما يضيع نفسه، وهذا أمر معلوم عندنا، فهناك من يرتكب المعاصي، وهناك من يرتد عن دينه كتعويد الطلاب على التلفظ بالكفر وترك الصلاة بسبب رفاق السوء حتى وصل الأمر إلى وجود المخدرات بين طلاب الثانوية، ولكنني لم أتأثر ـ والحمد لله بهم ـ فقلبي ثابت على أخلاقي وديني... وهناك بنت أصغر مني بثلاث سنوات أحبتني وأحببتها لأنها أحبتني واجتنبت الحديث معها، وهذه البنت محتشمة ومؤدبة ومتدينة نوعا ما.... وفي الأونة الأخيرة تحدثت معها، وكان الكلام لأقل من دقيقة أو دقيتين حول وضعها الصحي... وفكرت أثناء نومي فيها مرتين... وتخيلت كيف كنت أعلمها وأثقفها أكثر في الدين، وفي نهاية الأمر اشتهيتها حتى وصل الأمر ﻷن أجامعها لننجب الأولاد وبشأن العفة.... وأود أن أرسل لها رسائل ورقية أتحدث فيها عن عدم التفكير بي إلا قليلا وأعلمها الأخلاق الدينية وأعمقها في الدين وأحذرها مما حولها من رفاق سوء وما تشاهده في المدرسة من مظاهر غير مستحبة كسفور العديد من بنات الثانوية، ووقوف الشباب والبنات مع بعضهم.... فما حكمي؟ وما رأيكم في مشروعي؟ وبماذا تنصحونني...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرا على حرصك على تعلم العلم الشرعي والاستقامة على طاعة الله عز وجل واجتناب ما يسخطه، ونسأله تعالى أن يحفظ ويحفظ لك دينك، ويزيدك هدى وتقى وصلاحا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والدراسة المختلطة، الأصل فيها الحرمة، وقد بينا ذلك في عدة فتاوى نذكر منها على سبيل المثال الفتويين رقم: 2523، ورقم: 3539.

وتقدم أيضًا أنه يجوز ذلك للضرورة الملجئة، والحاجة التي في معناها أو تقاربها بشروط وضوابط، وذلك في بعض الفتاوى ومنها الفتوى رقم: 5310.

وإن كانت هذه الفتاة دينة خلوقة فمثلها جديرة بالزواج منها، فإن كان ذلك متيسرا الآن فذاك، وإلا فلا تفتح لنفسك بابا إلى الفتنة مغلقا، ولا سيما فيما يتعلق بإخبارك بحبك لها، فإنه لا يجوز، فالشيطان للإنسان بالمرصاد، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}.

والتفكير الذي ذكرته إن كنت تقصد به أنه كان حال اليقظة وعند إتيانك للفراش للنوم فانظر كيف قادك الشيطان من خلال التفكير أولا في أمر عادي إلى اشتهائها وتخيل جماعها، وهذا مما لا يجوز، وراجع الفتوى رقم: 72166.

ونصحك لها وتعليمك إياها أمور دينها وإن كان جائزا في الأصل إلا أنه قد يجر إلى الفتنة، ولا سيما مع حب كل منكما الآخر، والأولى أن تكون دعوة المرأة من قبل مثيلاتها من النساء، كما سبق وأن بينا في الفتوى رقم: 5271.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني