الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل محاسبًا في شركة يغلب على نشاطها الإباحة

السؤال

ما حكم العمل محاسبًا في شركة مقاولات ربحها من المناقصات، والمشاريع الحكومية، وتوجد بعض المخالفات في أقسامها؟ فقد تدفع رشاوى لبعض الاستشاريين في العمل لإنهائه، أو لتقليل مصاريف الزكاة، أو بأخذ الكفيل مبلغًا ماليًا من كل أجنبي يكفله كنسبة له، وكذلك يقرض العمال مبالغ لشراء سيارات باسم الشركة لتكون مصدر رزقهم، على أن يأخذ مبلغًا شهريًّا مقابل رأس المال الذي أقرضهم إياه، مع العلم أن عملي يتعلق بمراجعة كافة أوراق، ومستندات الشركة، وتوقيعها قبل ختمها من المدير العام؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالعمل محاسبًا في تلك الشركة التي يغلب على نشاطها الإباحة، لا حرج فيه، لكن لا تجوز لك مباشرة أي نشاط محرم، أو الإعانة عليه، كالرشوة، واحتساب الفوائد الربوية، ونحو ذلك مما ذكرته؛ لقوله تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}، وفي صحيح مسلم، وغيره: أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه، وقال: هم سواء. فشملت اللعنة معين الآكل، والموكل.

وعليه؛ فإن كان بإمكانك تجنب الأمور المحرمة، فلا حرج عليك في العمل محاسبًا بالشركة، أو في أي نشاط مباح آخر بها، وإلا فلا يجوز لك العمل فيما يستلزم مباشرة ما هو محرم، أو الإعانة عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني