السؤال
ما حكم قول المسلم لأخيه: ”الله يقلعك“؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنه لا يجوز الدعاء على المسلم دون سبب منه؛ إذ هذا من الاعتداء، وقد قال تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ {الأعراف:55}، وقال: وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ {البقرة:190}، إلا أن يكون ظالمًا فيجوز الدعاء عليه، بشرط ألا يدعو عليه بأعظم من جنايته، وتراجع الفتوى رقم: 28754.
ولا يجوز الدعاء على العاصي؛ كما بينا في الفتوى رقم: 7618.
فعلى هذا، محل جواز الدعاء عليه إذا كان ظالمًا، ولا يجوز التعدي في ذلك، ونخشى أن يكون من التعدي: عبارة: "الله يقلعك" إن كان مقصودها: يعدمك، ويزيلك كما يقلع الشجر، فلا يجوز إلا إذا ارتكب القتل، ونحوه مما يستوجب ذلك، قال ابن الأثير في الكامل: ذكر وفاة الحجاج بن يوسف:
قِيلَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ذُكِرَ عِنْدَهُ ظُلْمُ الْحَجَّاجِ، وَغَيْرِهِ مِنْ وُلَاةِ الْأَمْصَارِ أَيَّامَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَالَ: الْحَجَّاجُ بِالْعِرَاقِ، وَالْوَلِيدُ بِالشَّامِ، وَقُرَّةُ بِمِصْرَ، وَعُثْمَانُ بِالْمَدِينَةِ، وَخَالِدٌ بِمَكَّةَ، اللَّهُمَّ قَدِ امْتَلَأَتِ الدُّنْيَا ظُلْمًا، وَجَوْرًا، فَأَرِحِ النَّاسَ! فَلَمْ يَمْضِ غَيْرُ قَلِيلٍ حَتَّى تُوُفِّيَ الْحَجَّاجُ، وَقُرَّةُ بْنُ شَرِيكٍ فِي شَهْرٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ تَبِعَهُمَا الْوَلِيدُ، وَعُزِلَ عُثْمَانُ، وَخَالِدٌ، وَاسْتَجَابَ اللَّهُ لَعُمَرَ. وراجع للفائدة الفتوى رقم: 176167.
والأولى أن تراجع في هذه العبارة بعض أهل العلم بالبلد الذي أنت فيه، فربما يكونون أدرى بمدلول العبارة بلهجتكم.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني