السؤال
زوجتي تريد أن أهنئها، وأحضر لها هدية في عيد ميلادها، وأن أفعل هذا أيضا مع ابننا.
وذلك بحجة أنني هنأت أختي بعيد ميلادها، ويجب أن أعاملها بالمثل، رغم أني قلت لها إني لن أهنئ أختي مرة أخرى، ولكنها لا تصدقني؛ لأني قلت لها نفس الكلام من قبل، ولكني عدت وهنأتها.
زوجتي تعلم جيدا حكم الاحتفال بعيد الميلاد، ومع ذلك تصر على رأيها بشدة لدرجة حدوث مشاكل كبيرة بسبب هذا اﻷمر.
فماذا أفعل؟ هل أوافقها أم أصر على موقفي مهما حدث؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمفتى به عندنا أن الاحتفال بما يسمى عيد الميلاد، محرم، وقد أشبعنا هذه المسألة إيضاحا، وذكرنا طرفا صالحا من أدلة التحريم في فتوانا: 264361، فلتنظر.
وقد كان الواجب عليك ألا تهنئ أختك بعيد ميلادها، ما دمت تعتقد تحريم ذلك، بل كان عليك أن تبين لها خطأ الاحتفال بأعياد الميلاد، وأنه مخالف للشرع.
وما دمت تعتقد تحريم هذا الاحتفال، وكانت زوجتك كذلك تعتقد هذا الأمر، فليس لك أن تهنئها بعيد ميلادها، ولو سخطت بسبب عدم تهنئتك لها، فهي مخطئة بذلك، وبخاصة أنها تعتقد أن هذا الأمر محرم؛ كما ذكرت.
فعليك أن تناصحها بلين ورفق، وتبين لها أنه ليس من علامة حبك لها أن تخالفا شرع الله، بل الحب التام هو ما كان حاملا على موافقة الشرع والتمسك به.
وحاول أن تسترضيها بما أمكن من الكلام الطيب اللين مع بيان حكم الشرع، وأن الشخص ليس له أن يفعل ما يراه حراما مرضاة لأحد من الناس.
واعلم أن من أسخط الناس برضا الله، رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، وأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله تعالى.
فأصرَّ على موقفك وهو فعل ما تعتقد أنه شرع الله -تعالى-، ولا تعد لتهنئة أحد بعيد الميلاد: لا زوجتك ولا أختك ولا غيرهما.
والله أعلم.