السؤال
يقول السائل: أحد الزملاء ملتح، ويصلي الفروض، ولكن نجده يتلون، ويجامل الجميع، ولا يخجل من تصرفاته، يأتي ذلك بوجه، ويأتي الآخر بوجه، ويغير الكلام من هنا، ويعيد صياغته في مكان آخر، ويختصر الكلام في جهة، ويفصّل الكلام في جهة أخرى، ولا يقول الصدق؛ تفاديًا لأمور يعتقدها تجلب المشاكل، فيقوم بالكذب، والمراوغة، ويظن أن ذلك لباقة، وذكاء أخلاقي، ليرضي جميع الأطراف، فما نصيحتكم؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فننصحك أولًا بالتثبت، وحسن الظن بمن ظاهره الصلاح، وحمل أعماله على أحسن محتملاتها؛ وراجع في ذلك الفتويين: 293521، 172297.
وما ذكرته يحتمل أنه معذور في بعض ما يفعل؛ فقد رُخِص في الكذب للإصلاح بين الناس، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 136221.
وعدم مواجهة الناس بما يكرهون، خلق حميد؛ أخرج الفاكهي في أخبار مكة عن عبد الله بن إبراهيم، عن أبيه قال: مرت بابن أبي نجيح ثلاثون سنة، لم يستقبل أحدًا بكلمة يكرهها، ولم يمت حتى رأى البشرى. اهـ.
لكن إذا ثبت باليقين أنه يفعل ما ذكرتم، فالكذب، وملاقاة كل طائفة بوجه، منكر شرعًا إلا أن يقصد الإصلاح بين طائفتين، ونحو ذلك؛ كما بينا في الفتويين: 78025، 128981.
فإذا كانت حاله كذلك، فقد كان من الجدير بمن ظاهره الاستقامة، أن يجتنب هذا المنكر، فناصحوه لعله يرتدع، وادعوا الله له.
والله أعلم.