السؤال
أريد أن أسأل عن حكم لبس المرأة للبنطال الواسع الذي لا يصف الجسد أو ما يسمى السروال أمام النساء والمحارم؟ وهل هو تشبه بالكفار؟ لأن أكثر من يرتديه هم إخواننا الباكستانيون، والإسلام يغلب عندهم، وهو أيضًا من الأنواع التي انتشر لبسها بالشرق والغرب الآن.
سئل شيخ معروف عن حكمه، فأجاب بأنه محرم أمام النساء والمحارم؛ لأنه من التشبه بالرجال، أما أمام الزوج فجائر. فكيف يكون جائزًا أمام الزوج وهو تشبه بالرجال؟!
وسؤال آخر: هل اللباس للمرأة يجب أن يكون دائمًا فضفاضًا؟ أم المعتبر فقط ألا يظهر شكل الجسد؟
أعلم أن أسئلتي كثيرة، لكن أنت تعلم كيف أن المرأة تحب اللباس، وتريد أن تلبس كل ما هو جميل، ويظهرها جميلة، مع رضى الله -سبحانه وتعالى- طبعًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الذي نفتي به هو: جواز لبس المرأة للبنطال أمام النساء والمحارم إذا كان فضفاضًا واسعًا لا يصف حجم عورتها التي يجب سترها، شريطة ألا يكون في لبس البنطال تشبه بالرجال أو الكافرات -وضابط التشبه الممنوع هو: لبس ما كان مختصًّا بالرجال أو الكافرات-.
فمجرد البنطال ليس تشبهًا بالرجال في ذاته، وحيث كان البنطال غير مختص بالرجال أو الكافرات فلا حرج في لبسه أمام الزوج مطلقًا -دون اعتبار لكونه واسعًا أو ضيقًا-؛ لأن الزوجة لا عورة لها أمام زوجها.
وأما إن كان البنطال فيه تشبه محرم -بأن كان خاصًّا بالرجال أو الكافرات-: فلا يجوز لبسه أمام الزوج أيضًا؛ لأن لبسه أمام الزوج لا يخرجه عن كونه تشبهًا. وانظري الفتوى رقم: 248023، والفتوى رقم: 39083.
وأما سؤالك: (هل اللباس للمرأة يجب أن يكون دائمًا فضفاضًا؟) فجوابه: أن ليس ذلك لازمًا بكل حال، وإنما الواجب أن تستر المرأة عورتها التي لا يجوز إبداؤها بلباس فضفاض واسع لا يصف ولا يحدد أجزاء العورة.
وعورة المرأة تختلف باختلاف الناظرين إليها؛ فمثلًا: عورة المرأة أمام النساء ما بين السرة إلى الركبة، فهذا القدر يجب أن يكون مستورًا بلباس فضفاض لا يحدد، وأما باقي الجسد فلا حرج في كشفه عند جمهور العلماء، فكيف بستره بلباس ضيق؟! فهو أحرى بالجواز.
وهكذا عند المحارم تستر المرأة عورتها أمامهم -وهي ما لا يظهر غالبًا- بالفضاض الواسع غير المحدد لأجزاء العورة.
وأما أمام الرجال الأجانب: فالمرأة كلها عورة؛ فيجب أن يكون جميع جسدها مستورًا أمامهم بلباس فضفاض لا يجسد ولا يحدد أعضاءها. وانظري الفتوى رقم: 13914.
والله أعلم.