السؤال
أعاني من مشكلة ولا أحد يعرفها، بيني وبين ربي، ودائًما أدعو ربي أن يفرج همي، وأجلس أقول: يا رب ما أشكو لأحد إلا لك لأنك قلت: أنا عند حسن ظن عبدي بي، ما دام ظن عبدي بي خيرًا.
لكن تعبت من كثرة التفكير، الآن يأتيني شعور أني أكلم أحدًا بمشكلتي، فهل هذا يعتبر من سوء الظن؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك في أن تكلمي ذوي الخبرة وأهل النصح بخصوص مشكلتك، وليس هذا من سوء الظن بالله، بل هذا من الأخذ بالأسباب المشروعة، فإنك قد تجدين عند أحدهم حلًّا لمشكلتك أو إرشادًا لما يكون به تخفيفها، ومشاورة ذوي الخبرة وأهل الرأي من الأسباب التي شرع الله لعباده الأخذ بها، كما قال تعالى: وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ {الشورى:38}. وقال لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ {آل عمران:159}. وثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه استشار أصحابه في الأمور الخاصة، كما كان يستشيرهم في الأمور العامة، ففي قصة الإفك أنه استشار أسامة وعليًّا -رضي الله عنهما-، فلا حرج أن تستنصحي من تثقين به، وأحسني ظنك بربك، عالمة أن الخير كله بيديه، وأنه لا يقضي للمؤمن قضاء إلا كان خيرًا له، فارضي بما يقدره ويقضيه، وكوني على ثقة بأن اختياره لك خير من اختيارك لنفسك؛ لأنه -سبحانه- أرحم بعبده من الأم بولدها.
والله أعلم.