السؤال
إني أبث لكم ما أجد لعل الله أن يجعل من هذه الرسالة فرجا لي، فأنا شخص قد من الله عليه بالهداية منذ أكثر من سنتين، بداية التزامي كانت قوية، ولله الحمد، وكنت حافظا لحدود الله، وأحاول قدر الإمكان أن لا أعصي الله سبحانه، وكنت أنصح أهلي وإخوتي بالابتعاد عن المعاصي، ومنها ما يشاهدونه على التلفاز من قنوات ماجنة ومشاهد مخلة وإلخ، وأن يحافظوا على صلاتهم وما إلى هذا القبيل، فكان يحزنني أن أراهم والذنوب أحاطت بهم من كل حدب وصوب، ولكن للأسف لم يستمر ذلك طويلاً، فبدأت أتأثر بهم ويقل الإيمان في صدري ويهون علي رؤية المنكر، فلقد أصبح المنكر يحيط بي من كل جانب, فوالله إني أجلس في غرفة في معزل عنهم عندما يشاهدون ما يشاهدون فأسمع أصوات الموسيقى والنساء فيكاد عقلي أن ينفجر من هذه الأصوات، وكذلك عندما أقضي أموري الشخصية في البيت تجد التلفاز تجاهي في كل مكان، فأحاول قدر الإمكان التحرز من سماعه ومشاهدته، لكنهم هداهم الله حتى عندما أنعزل عنهم أسمع صوته، ولا يخفضون الصوت حتى لو طلبت ذلك منهم، ولا يمكن لي أن أتحرز منه إلا بالخروج من المنزل، ولا يمكن لي أن أكون طوال وقتي خارج المنزل كما تعلمون، وتجد منهم من يدخن، ومنهم من يغتاب، ومنهم من يسب ويشتم، وكل ذلك يحصل في المنزل أمامي، فقل إيماني، وأصبحت أشاركهم مجالس المنكر ولا أنهاهم عنه - والعياذ بالله - بل تخبطت بالذنوب وأصبحت أتهاون بالصلاة تهاوناً شديداً، وقد لاحظ من حولي ذلك، بل وأصبحت أشاهد المقاطع المخلة، وعدت أمارس العادة السرية بشراهة بعد أن كنت أقلعت عنها، وأصبح لساني يتكلم البذيء من القول، وزد على ذلك نسياني للقرآن وضيق صدري منه، وقلة بري بوالدي ـ نسأل الله الهداية ـ فأصبحت للمنكر أسيراً وللهم رفيقاً وللمعروف ناكراً.
وكل ذلك وأنا أعلم بخطئي وقدر مصيبتي، لكن كنت أمني نفسي بالتوبة لعل أن يبدل الله حالي إلى طريقه المستقيم.
فبالله عليكم بماذا تنصحونني وتوجهونني لكي أرجع إلى الله، فلقد اشتقت إليه وإلى البكاء بين يديه والشعور برحماته وهي تغمرني.
فوالله إني أريد التوبة ـ وسأتوب بإذن الله ـ لكن أخشى أن أتأثر بمن حولي مرةً أخرى، وأنحرف عن جادة الطريق المستقيم.
فوالله إني أكتب رسالتي هذه والشيشة وأصوات الموسيقى من التلفاز تدك مسامعي وأنا في غرفة أخرى، ولا أطيق أني كلما رأيت أو سمعت منكراً خرجت من المنزل، وإذا فعلت ذلك فعلي أن أبقى خارج البيت طوال عمري.
أشيروا علي أثابكم الله ماذا أفعل؟ إذا تبت إلى الله تعالى ورأيت منكرا لم أستطع تغييره وخفت على نفسي أن تهون المنكرات علي فأنتكس مرةً أخرى.
وجزاكم الله خير الجزاء.