السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر 21 عاما، وملامح وجهي تدل على أني في أواخر العشرينات من العمر، مشكلتي غريبة والحمد لله على كل حال لدي الكثير من المشاكل منذ أن دخلت في سن الـ 14 من العمر حيث بدأت في ممارسة العادة السرية وما زلت أمارسها إلى الآن، أمارسها كل يوم منذ سن الـ 14 عشر إلى الآن، أكثر فترة تخليت فيها هي أسبوع أتخلى عنها تارة يوما وتارة يومين وتارة ثلاث أيام، والمهم أني أمارسها كل يوم (أغلب الأحيان أمارسها مرتين في اليوم) المشكلة التي أريد أن أطرحها هي التي بدأت بعد وفاة والدي والحمد لله (قبل الطرح في المشكلة) في نعمة الله علينا في المأكل والملبس والمشرب والمأوى مشكلتي هي أنني أصبحت كثير التفكير، أصبحت كثير الأوهام، أنا طالب أدرس هندسة علاقاتي أصبحت سطحية العادة السرية أصبحت من اهتماماتي الأولى قبل كل شيء أجاهد وأجاهد وأجاهد ولا أستطيع الإقلاع عنها، قرأت كل فتاوى هذا الموقع ومواقع أخري عن العادة السرية ولم أقلع عنها، أصبحت وحيدا لا أعلم قد أكون أدمنت الوحدة بسبب العادة السرية بمعني آخر أنني أكون مرتاحا وأنا وحيد وإن لم تكن لي رغبة في العادة السرية، أسال الله منكم الدعوات الفعلية وليست الدعوات المكتوبة، أسالكم الدعاء لي في كل صلواتكم وأن لا تنسوني أسال الله أن يجعل مثواكم الجنة.
المشكلة الكبرى (لا أستطيع المداومة على الصلوات إلى الآن).
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يتوب عليك، وأن يوفقك لتوبة نصوح.
ولتقرأ ما ذكرناه من وسائل بالفتوى رقم: 7170.
ونوصيك أن تكرر التوبة والمجاهدة، وأن تراغم الشيطان فهذه عبادة لا تنقطع، ولتحذر من اليأس من النفس، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 272113.
واعلم أن الشيطان يسول لك المعصية، ويزينها لك، مع كونها قبيحة، فلتحرص على لذة قهر الهوى لا لذة الهوى؛ قال ابن الجوزي في صيد الخاطر: وفي قوة قهر الهوى، لذة تزيد على كل لذة، ألا ترى إلى كل مغلوب بالهوى، كيف يكون ذليلًا؛ لأنه قُهِر، بخلاف غالب الهوى؛ فإنه يكون قوي القلب عزيزًا؛ لأنه قَهَر؟!
فالحذر، الحذر من رؤية المشتهى بعين الحسن، كما يرى اللص لذة أخذ المال من الحرز، ولا يرى بعين فكره القطع، وليفتح عين البصيرة، لتأمل العواقب، واستحالة اللذة نغصة، وانقلابها عن كونها لذة، إما لملل، أو لغيره من الآفات، أو لانقطاعها بامتناع الحبيب، فتكون المعصية الأولى كلقمة تناولها جائع، فما ردت كلب الجوع، بل شهت الطعام، وليتذكر الإنسان لذة قهر الهوى، مع تأمل فوائد الصبر عنه، فمن وفق لذلك، كانت سلامته قريبة منه. انتهى.
وأما الصلوات فهي من أعظم أسباب التعافي من هذا المنكر الذي أضر بدينك وبدنياك، فجاهد نفسك على المحافظة عليها أشد المجاهدة، ولتراجع الفتاوى: 204964، 313852، 4307.
والله أعلم.