السؤال
علمت أن زوجي تزوج علي، فكانت صدمة كبيرة بالنسبة لي فأنا أحبه بشدة، وقال إنه تزوج لظروف خاصة، فحاولت أن أحافظ على بيتي وكنت أدعو أن يفرق الله بينهما، وعندما علمت أن هذا الدعاء لا يجوز توقفت فورا ودعوت الله بالصبر، وطلبت من الله الحج والحمد لله حججت هذا العام، وقد تلقيت إضافة على حسابي من شخص قال إنه مستعد للمساعدة في أمور الدين، وكان يتحدث معي حديثا كنت أتمنى أن أسمعه من زوجي، وتصورت أنها لعبة وسأتوقف عنها، لكنه أخذ يهددني بأنه سيرسل لزوجي كل الأحاديث التي كانت بيننا وسيفضحني.... ولسبب بسيط أخبرني أنه سيتركني، والحمد لله، وأنا الآن تائبة إلى الله، فهل أصبحت سيدة غير محترمة وأما غير صالحة؟ وهل ما حدث زنا؟ وهل أصبحت زوجة خائنة؟ وهل أطلب الطلاق؟ وهل فسدت حجي؟ وما كفارة حديثي معه؟ وهل ذلك قدر أم ابتلاء؟. وهل ضاع حقي في الصبر والاحتساب عند الله؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب أنك أخطأت وعصيت ربك بتلك العلاقة المحرمة، ومهما سقت من حجج وأعذار فليست مسوّغة لك ما فعلت، وإن كانت هذه الأفعال ليست من الزنا الحقيقي، لكنها أفعال منكرة وهي من الزنا المجازي، فقد سماها النبي صلى الله عليه وسلم زنا، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه. متفق عليه.
وكفارة هذه الأفعال هي التوبة النصوح، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود، مع الستر وعدم المجاهرة بالذنب، ولا ريب أنّ كل ما يجري في الكون فهو بقدر الله عزّ وجلّ وفيه ابتلاء للعبد، لكن القدر لا يحتج به على الوقوع في المعاصي، وإنما الواجب على من وقع في معصية أن يبادر بالتوبة النصوح ويعلم أنّه لا حول ولا قوة إلا بالله، ولا نجاة للعبد إلا بالاعتصام بالله والاستعانة به، فإن كنت تبت توبة صحيحة فأبشري خيراً واثبتي على توبتك وعاشري زوجك بالمعروف، واعلمي أنّ التوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فلست الآن خائنة ولا باغية، ولا يفسد ثواب حجك أو صبرك أو غيره من الأعمال الصالحة بهذا الذنب، ولا يمنع إجابة دعائك.
والله أعلم.