السؤال
بداية: كل عام وأنتم بخير، أعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات بإذن الله. لدي موضوع أريد الاستفسار عنه، وأتمنى أن تفيدوني بالجواب الشافي الكافي.
أنا فتاة كنت حريصة على صلاتي حرصا شديدا، وأحرص على أن أصليها في وقتها، وأن لا أغلط فيها أبدا، لدرجة أنه أصابني الوسواس القهري الشديد الذي جعلني أترك الصلاة بعد معاناة شديدة، ومحاولات عدة لإصلاح الحال، ولكن بدون جدوى. وكانت تأتيني فترات بعدها أصلي أحيانا نادرة. وغالب الوقت لا أصلي. ثم أتتني فترة لا أصلي أبدا. وهكذا.
وقد كنت يوما أغتسل من الحيض، وأقول لنفسي: سأصلي إن تأكدت أني طهرت. وذلك تهدئة لنفسي؛ لأني كنت سأسافر يومها، وخفت أن أموت في الطائرة وأنا لا أصلي. كنت أقول هذا الكلام لتهدئة نفسي، وأقول إذا وصلت سوف أغتسل مرة أخرى للاحتياط، وأصلي. وأنا في خاطري أقول هذا لتهدئة نفسي، مع أني كنت أعلم بطهري، ولكن أحببت أن أؤخر الموضوع حتى يكون عذرا لي. ولكن عندما وصلت هناك قررت أن لا أغتسل، ولا أصلي (الظهر والعصر، وعندما وصلت أذن للمغرب والعشاء تركتهما أيضا) وسبحان الله. كنت في قلبي أنوي ترك الصلاة، ولكن وصلني فيديو من أحد الأشخاص على هاتفي. فيديو يتحدث عن أهمية الصلاة، وعقوبة تاركها. سبحان الله كأن هذا الشخص يعلم بحالي. ولقد وصلني الساعة 2 صباحا. فاتعظت من الفيديو كثيرا، وحزنت على حالي، فقلت سوف أبدأ أصلي من الفجر بإذن الله تعالى، وفعلا رجعت أصلي، ولكن بدون أن أغتسل؛ لأنني قلت في نفسي: (لقد اغتسلت وقت الظهيرة، فلن أعيد الاغتسال). والحمد لله مرَّ أسبوع وأنا محافظة على الصلاة، ولكن جاء يوم أتتني فيه وسوسة شديدة، لدرجة أني قلت لنفسي مرة أخرى "لن أصلي" وانتكست حالتي مجددا. وجلست يوما كاملا لم أصل فيه. ثم اتعظت، وانتبهت لنفسي، وقلت لا يجوز هذا، وخفت ربي. وشيئا فشيئا أصبحت محافظة على الصلاة، ولله الحمد.