السؤال
أنا فتاة في التاسعة عشرة من عمري. انطوائية نوعاً مَّا، أحب الوحدة، رغم أن لدي العديد من الزملاء، ولكن لا أجد راحتي مع أحد، ولم أجد شخصا أتوافق معه فكريا، ونفسيا.
لدي صديقتان مقربتان، إلا أنهما عبر الشبكة العنكبوتية فقط، ومن دول أخرى. علاقتي بأسرتي عادية جدا. أنا إنسانة خيالية، بمعنى سارحة معظم الوقت في تخيل الحياة التي أتمنى أن أحصل عليها، أو التي أتمنى لو كانت حقيقة. أصبت منذ سنة بالوسواس القهري بمختلف أنواعه في الكتابة، والدراسة، والطهارة، والصلاة. وبفضل الله تعالجت سلوكيا بنفسي عن طريق إرشادات قرأتها هنا، ولكن لا زال أثره مؤثرا علي من الناحية الدماغية، وخاصة الآن أشعر أن دماغي ضعيف في الحفظ، والتركيز، وأشعر أنني لا أتحكم بنفسي، وفعلا كلما اتخذت قرارا تراجعت عنه، وكلما حلفت أتراجع عن حلفي وهكذا، وهذا الشيء جعل ثقتي بنفسي تقل، وكدت أصاب بالجنون؛ لدرجة أني أخاف أن أفعل شيئا دون تحكم بنفسي. أنا ضائعة، مشتتة، ووحيدة، وعلاقتي بربي ضعيفة بعد ما كانت قوية. أنا مصفحة، ولم أزل التصفيح.
وأمس شعرت بضيق، وكأن الدنيا ستتوقف، أو سأموت، وقرأت علي أختي الرقية، وأصبح جسمي يهتز من الأسفل، وأشعر أن شيئا سيخرج، أو يدخل في، وتخيلت أنه جن.
أنا حاليا مصابة باكتئاب من جميع النواحي، فقدت الأمل، رغم أني كنت من أكثر الناس أملا، والاكتئاب نتيجة وضع البلد المتأزم، ووضعي الوحيد دون شخص، أو أشخاص، وتألمي بأن يصبح خيالي وسرحاني الدائم واقعا، ولكن لم يحدث. خائفة من أن يحدث لي مرة أخرى الاهتزاز، وخائفة من أن أفعل شيئا دون تحكم بنفسي. فعلا أنا ضعيفة، ولا أعلم ماذا أفعل؟
أشعر أن الدنيا لا طعم لها، ودموعي لم تفارقني لحظة، ربما ما يحدث لي الآن اختبار من الله، أو ربما بسبب ذنوبي الكثيرة، ولكن سأرجع أقوى بإذن الله؛ لأن الله غفور رحيم.
أنا حاليا أتألم، وأشعر بالموت البطيء، أشعر بأنني على حافة الحياة، والقبر مفتوح ينتظرني لأسقط فيه.
أرجوكم أفيدوني بخطوات، وجرعات أمل، تشعرني بأنه لا زال في الدنيا أمل.
وشكرا.