الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الكسب عن طريق التسويق لمنتج على النت من خلال كثرة المطلعين عليه

السؤال

ما حكم الربح عن طريق تسويق منتج مباح شرعا؟ فإذا اشتراه شخص فإنني أربح نسبة معلومة، وإذا ضغط على رابط المنتج الذي أعرضه ولم يشتره وذهب إلى منتج آخر ليست لي علاقة به واشتراه، فإنني أربح من صاحب المنتج الذي اشترى منه رغم أنني لا أروج له أصلا، كما أضع منتجا في موقعي للترويج له، فإذا ضغط عليه مثلا ١٠٠ شخص فإنني أربح دولارا من صاحب الموقع من خلال هذه النقرات حتى لو لم يتشر المنتج، وهذا المنتج حلال، فما الحكم؟ مع العلم أن الموقع يربح من إعلانات ادسنس ومنتجات أخرى محرمة، فهل ربحي مختلط؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمادام المنتج الذي تسوق له وتعرضه بموقعك مباحا، فلا حرج عليك في ذلك، ولك الانتفاع بالعمولة التي تعطاها مقابل ذلك، وكذا ما تعطاه إذا دخل شخص من خلال رابطك ولو لم يشتر المنتج واشترى غيره، لكن من خلال الدخول برابطك أنت وكذا ما تستحقه عند زيارة مائة شخص لرابطك ولولم يشتروا، فهذه العمولات كلها لا حرج عليك في الانتفاع بها، ولا يؤثر في ذلك كون مال الموقع مختلطا مادامت معاملتك معه مباحة، لجواز معاملة مختلط المال على الراجح، فقد كان الصحابة ـ رضي الله تعالى عنهم ـ يتعاملون مع اليهود بيعًا وشراءً وإجارةً، وغير ذلك، مع اختلاط أموال اليهود بالربا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني