السؤال
لماذا نَصَبَتْ "لامُ القَسَمِ" الفعلَ "لَنُخْرِجَنَّكُمْ" ولم تَنْصِبْ الفِعْلَ "لَتَعُودُنَّ" وتركته مرفوعًا، رغم أنَّها هي نفس اللام، وذلك في الآية 13 من سورة إبراهيم: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ}؟
أرجو إجابةً شافية، كافية تُثْلِجُ الصدرَ المحروقَ.
وتقبلوا جزيلَ الشكر.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن هذه اللام ليست ناصبة، فهي لام القسم، ولام القسم لا تنصب المضارع.
ثم ان فعل "لنخرجنكم"، هنا ليس منصوبا، بل هو مبني على الفتح؛ لاتصال نون التوكيد به.
وأما "لتعودن" فهي معربة مرفوعة، فلم تبن كما بنيت لنخرجنكم؛ لعدم اتصال النون بالفعل، فقد فصل بينهما بالضمير، وهو واو الجمع، فهي مرفوعة على الأصل، وعلامة رفعها النون، ولكنها حذفت لالتقائها بنون التوكيد، كما حذفت واو الجمع لالتقاء الساكنين.
قال ابن بونه في توشيحه لألفية ابن مالك:
وحذفها (يعني نون الرفع) لنون توكيد وَجَبْ وفي كمثل تأمروني غلب
وجاء في ألفية ابن مالك:
وفعلُ أَمْرٍ ومُضِيٍّ بُنيَّا وأعربوا مضارعا إن عَرِيا
من نون توكيد مباشر، ومن نون إناث كيَرُعْنَ من ُفتن
وفي شرح الأشموني لألفية ابن مالك: وإنما يعرب المضارع "إِنْ عَرِيَ مِنْ نُونِ تَوْكِيدٍ مُبَاشِرٍ" له، نحو: {لَيُسْجَنَنَّ ..اهـ.
وقال ابن هشام في أوضح المسالك: والمعرب المضارع نحو: يقوم، لكن بشرط سلامته من نون الإناث، ونون التوكيد المباشرة؛ فإنه مع نون الإناث مبني على السكون؛ نحو: {والمطلقات يتربصن} ومع نون التوكيد المباشرة مبني على الفتح؛ نحو: {لينبذن} وأما غير المباشرة فإنه معرب معها تقديرا؛ نحو: {لتبلون}. {فإما ترين}، {ولا تتبعان}. اهـ.
والله أعلم.