الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل كمحاسب في الأوبرا للحفلات

السؤال

قدمت للعمل في إحدى الجامعات وأجريت اختبارات القبول، وتم تعييني فيها محاسبا، وتم تكليفي في قسم حسابات الأوبرا داخل الجامعة، ومن ساعتها وأنا في حيرة، لأن الأوبرا تقوم بتقديم حفلات، ولا أعرف ماذا أعمل، لأنني مسئول عن أسرة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يوفقك، وأن يغنيك بالرزق الحلال، واعلم أن من القواعد المقررة في الشرع أن الإعانة على معصية الله محرمة، لقوله تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}.

قال ابن تيمية: إذا أعان الرجل على معصية الله كان آثما، لأنه أعان على الإثم والعدوان، ولهذا لعن النبي صلى الله عليه وسلم الخمر وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومشتريها وساقيها وشاربها وآكل ثمنها، وأكثر هؤلاء كالعاصر والحامل والساقي، إنما هم يعاونون على شربها، ولهذا ينهى عن بيع السلاح لمن يقاتل به قتالا محرما: كقتال المسلمين، والقتال في الفتنة. اهـ.

وبناء عليه؛ فلا يجوز العمل في الحسابات المتعلقة بما يسمى بالأوبرا التي تختص بإقامة الحفلات المحرمة، لأن في العمل بها إعانة على تلك المحرمات، لكن إن كنت مضطرا لهذا العمل ولا تجد نفقاتك الضرورية ونفقات من تلزمك نفقته فحينئذ يجوز لك العمل من باب الضرورة، حتى تجد مصدرا آخر مباحا لنفقتك، وثق ثقة تامة أنك إن تركت العمل المحرم ابتغاء رضوان لله فسيعوضك الله خيرا لك منه، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك لن تدع شيئا اتقاء الله عز وجل إلا أعطاك الله خيرا منه. أخرجه أحمد، وصححه الألباني.

وراجع للفائدة الفتوى رقم: 192543.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني