الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوساوس التي تكرهها النفس لا أثر لها على الإيمان

السؤال

أنا إنسان موسوس جداً للأسف. بدأت حتى أظن أنني كافر، وبدأت أشعر أن كل من حولي مؤمن إلا أنا. وسأوضح مسألتي هنا:
ما هو حكم من نزّه الله عن شيء يليق به، وهو جاهل، أو شاك؟
مثلاً من قال: سبحان الله عن العرش، وهو لا يعلم أن العرش يليق بالله تعالى.
هل يعتبر كافراً، وإن كان جاهلاً؟
والله إن أكبر خوفي هو أن أكفر. ولكن الوسوسة تخبرني عن المصائب، والأنبياء، وهل يليق بالله أن يبتليهم بالبلاء الفلاني، ووسوسة نحو ذلك....
هل من الممكن أن يكفر الإنسان وهو كاره لذلك، وإن فعل الأسباب جاهلاً أو شاكا؟
أجيبوا عن أسئلتي.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فعلاج هذه الوساوس هو تجاهلها، والإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، واعلم أن هذه الوساوس لا تؤثر في صحة إيمانك ما دمت كارها لها، نافرا منها، بل كراهيتك لها دليل على صدق إيمانك، وأنت مأجور ما دمت تجاهدها، وتسعى في التخلص منها، وانظر الفتوى رقم: 147101.

واعلم أن الجاهل غير مؤاخذ؛ كما قال تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ {الأحزاب:5}.

فعليك أن تجتهد في التعلم، فإن العلم الشرعي هو من أعظم ما يبعد عنك هذه الوساوس.

وأما ابتلاء الله للأنبياء بالمصائب، فله في ذلك حِكَم عظيمة كرفع درجاتهم، وأن يكونوا في الصبر أسوة لمن بعدهم، ولئلا يغلو فيهم أتباعهم، فيرفعوهم فوق منازلهم التي أنزلهم الله إياها، إلى غير ذلك من الحكم.

والحاصل أن عليك أن تستمر في مدافعة هذه الوساوس، وأن تعلم أنك على التوحيد والملة بحمد الله، وأن إيمانك لا يتأثر بمجرد هذه الوساوس.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني